الجمعة 26 أبريل 2024 01:16 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

العالم

دكتور أيمن سلامة يكتب : تجنيد الأطفال بواسطة الميليشيات المسلحة

النهار نيوز

تتعدد العوامل الرئيسية التي تدفع إلى تجنيد الأطفال بواسطة الجماعات المسلحة من غيرالدول، حيث يسهل التأثير على إرادتهم واقناعهم على الانخراط في التنظيمات المسلحة، فضلاً عن شغف هؤلاء الأطفال وحبهم للمغامرة، وسرعة استيعابهم لمهارات القتال المختلفة، وعزوفهم عن التنافس للعب أدوار القيادة العليا..

تدليلا فقد عمد تنظيم الخلافة الإسلامية في العراق والشام إلى نزع أي مشاعر إنسانية او عواطف رحيمة لدي الأطفال الذين تم تجنيدهم في صفوف التنظيم، بغرض تهيئتهم لارتكاب جرائم في المستقبل، مثل التعذيب أو القتل وغيرها من جرائم دولية خطيرة، فاجبروا على مشاهدة إعدام وتعذيب المعارضين للتنظيم أو المحاربين ضد التنظيم على حد سواء .

ولا يقتصر الأمر على التجنيد القسري للأطفال في صفوف الجماعات المسلحة، ولكن في حالات كثيرة يجد الأطفال ووالديهم أن الالتحاق بصفوف هذه الجماعات يحقق لهم مآرب اقتصادية مهمة، حيث يدفع الجوع والفقر الآباء إلى تقديم أطفالهم للخدمة في بعض الحالات. وقد يتطوع الأطفال أنفسهم إذا اعتقدوا أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان وجبات منتظمة أو ملابس أو رعاية طبية .

إن المعاناة المبرحة للأطفال أثناء النزاعات المسلحة تعد مفارقة ملموسة تجاه الحماية القانونية النظرية المخصصة لهم بموجب عدد ليس قليل من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، فضلاً عن المواثيق الدولية للقانون الدولي الإنساني، أيضاً الأطفال الذين يهربون من دولة النزاع المسلح فيستفيدوا من القانون الدولي للاجئين .

ليس من اليسير تعداد الآثار السليبة للنزاعات المسلحة – خاصة ذات الطابع غير الدولي – على الأطفال، ولكن نستهدي، في هذا الصدد، بأهم ما أشار إليه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، حيث قرر: (تؤدي النزاعات المسلحة بين المجتمعات وبينها إلى مستويات دمار هائلة؛ المادية والبشرية والأخلاقية والثقافية. لا يقتصر الأمر على مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الأطفال فحسب، بل ينمو عدد لا يحصى من الأطفال الآخرين محرومين من احتياجاتهم المادية والعاطفية، بما في ذلك الهياكل التي تعطي معنى للحياة الاجتماعية والثقافية

تنتهك الحرب كل حق للطفل في الحق في الحياة، والحق في العيش مع الأسرة والمجتمع، والحق في الصحة، والحق في تنمية الشخصية والحق في الرعاية والحماية. تستمر العديد من صراعات اليوم على طول "الطفولة"، مما يعني أنه من الولادة إلى مرحلة البلوغ المبكر، سيواجه الأطفال اعتداءات متعددة وتراكمية. يمكن أن يكون لتعطيل الشبكات الاجتماعية والعلاقات الأساسية التي تدعم النمو البدني والعاطفي والأخلاقي والمعرفي والاجتماعي للأطفال بهذه الطريقة، ولهذه المدة، آثار جسدية ونفسية عميقة

وفي حالات لا تحصى، لا يزال أثر النزاع المسلح على حياة الأطفال غير مرئي. إن أصل مشاكل العديد من الأطفال الذين تأثروا بالصراعات غامض. قد يُبعد الأطفال أنفسهم عن الجمهور أو يعيشون في مؤسسات أو كما هو الحال بالنسبة لآلاف الأطفال غير المصحوبين والأيتام، أو يتواجدون كأطفال شوارع أو يصبحوا ضحايا للبغاء. غالباً ما يعاني الأطفال الذين فقدوا والديهم من الإذلال والرفض والتمييز. لسنوات، قد يعانون في صمت بينما ينهار احترامهم لذاتهم. لا يمكن قياس انعدام أمنهم وخوفهم .

بالرغم أن الحرب تخلف دمارا كاديا بيد أنها كذلك تخلف خسائر في الأرواح بوفاتهم أو بإعاقتهم جسدياً أم نفسياً ، فالطفل كعضو في المجتمع يتأثر بكل ما يصيبه، فقد يتعرض لفقدان الاهل أو بعضهم، ويواجه الانفصال القسري عن أسرته، وقد ينتهي به المطاف في المخيمات والملاجئ في مكان بعيد عن مسرح العمليات في البلد ذاته أو في بلاد مجاورة كلاجئ، وينجم عن هذه الأوضاع العنيفة سلسلة من المعوقات المدمرة مثل القتل ، و التشويه النفسي ، وآثار كارثية أخري .