السبت 23 أغسطس 2025 12:01 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

بالتسعين

طلال العامري يكتب: عُراق وعِراق.. غرق وإغراق.. عذراً أيها الجواهري (عينه) مكسورة.. 

النهار نيوز

يروى عن والي دمشق أسعد باشا العظم أنه كان في يوم ما بحاجةٍ إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية.
فاقترح عليه حاشيته أن يفرض (ضريبة) على المسيحيين، وعلى صنّاع النسيج في دمشق!.

فسألهم أسعد باشا: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟!.
قالوا: من خمسين إلى ستين كيساً من الذهب.

فقال أسعد باشا: ولكنهم أناس محدودو الدخل، ثم من أين سيأتون بهذا القدر من المال؟..

فقالوا للوالي: يبيعون جواهر وحلي نساءهم يا مولانا!..

ردّ أسعد باشا:
وماذا تقولون لو حصّلت المبلغ المطلوب بطريقة أفضل من هذه؟!..
سكتوا ولم يعلّقوا!!..

في اليوم التالي.. قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي.. لمقابلته بشكل سري، وفي الليل عندما وصل المفتي..
قال له أسعد باشا:
نما إلى علمنا أنك ومنذ زمن طويل.. تسلك في بيتك سلوكاً غير قويمٍ وأنك تشرب الخمر.. وتخالف الشريعة الإسلامية وإنني في سبيلي لابلاغ اسطنبول، ولكنني أفضل أن أخبرك أولاً، حتى لا تكون لك حجة على فيما بعد!!..
أخذ المفتي ألـ(مفجوع) بما سمع وصار يتوسّل الوالي ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشا كي يطوي الموضوع... فعرض أولاً.. ألف قطعة نقدية فرفضها أسعد باشا قام المفتي بعدها بمضاعفة المبلغ ولكن أسعد باشا كرر الرفض مجددا.. وفي النهاية، تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقديةيدفعها المفتي!..

في اليوم الثاني قام الباشا باستدعاء القاضي وأخبره بنفس الطريقة... مضيفاً أنه أي القاضي يقبل الرشوة ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة وأنه يخون الثقة الممنوحة له؟!..

هنا صار القاضي يناشد الباشا ويقبّل الأيادي والأقدام.. بل ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي!..
فلما وصل معه إلى مبلغ مساوي للمبلغ الذي دفعه المفتي أطلقه.. ففر القاضي سريعاً وهو لا يصدق بالنجاة!..

بعدها جاء دور المحتسب وآغا الـ(ينكجرية) والنقيب وشيخ التجار وكبار أغنياء التجار من مسلمين ومسيحيين!..

بعدها قام بجمع حاشيته الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة كي يجمع خمسين كيساً...

وقال لهم: هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟
فقالوا: لا ما سمعنا!!..

فقال: ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيس بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم..
فتساءلوا جميعا بإعجاب: كيف فعلت هذا يا مولانا؟!..
فأجاب:

إن جزَّ صوف ألـ(كِباش).. خير من سلخ جلود الحملان..
فعرفوا ما قصده ومن يومها (راحوا) يمشون جميعهم على الصراط المستقيم ولتنعم الشام بالخير والعدل الذي طال الجميع..

فهل سيأتي اليوم الذي يُجَزُ فيه صوف الفاسدين في ألـ(عُراق) بضمّ العين كما كتب وقال الجواهري (رحمه الله) بدلاً عن سَلخِ جِلد المواطن الذي لم يبق له غير الجلد ليستر (عظامه) المنورة في (عِراقٍ) مكسور العين (علناً)؟!..
سرّاقنا كثر ونحتاج لمن يجزّ لهم سريعاً قبل أن (يفلتوا).. وساعتها ستنتفخ الدول التي يتواجدون فيها لاحقاً ودولتنا (وحدها) يصيبها ألـ(ضعف) والهوان وحتى التلاشي لا قدّر الله..
دمتم ولنا عودة..
أترك لكم أنتم التسديد على راحتكم وألـ(مرمى) مفتوح على الآخر!..

نسخة منه إلى: هل تعرفون من؟ لأني لا أعرف (صدقاً)!..
للصورة معانٍ كثيرة..