الخميس 25 أبريل 2024 02:40 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. إلهام الدسوقي تكتب : إلحق قبل التاسعة

النهار نيوز

 

خبير السلوك المهني

مع الساعات الأخيرة من النهار، انتظر أذان المغرب بفارغ صبر في يوم شديد الحرارة ونية للبقاء بالمنزل لأطول فترة ممكنة بعيداً عن لهيب الشارع. اتصفح رسائل المواقع المختلفة فوجدته الخبر يطفو على سطح الأخبار ويسارع الأصدقاء بمشاركته إيماناً منهم بأهميته وضرورة إصداره قرار متأخر في نظر الكثيرين.

يعلن رئيس الوزراء عن إجراءات أكثر تشدد في الأيام القادمة، تغلق المحال في التاسعة مساءً، تغلق النوادي وأماكن الترفيه في أيام الأعياد وغيرها من القرارات التي تحمي الشعب من الانتشار المرعب لفيروس كورونا.

تبادر إلى ذهني أن اليوم هو آخر يوم متاح لشراء مستلزمات العيد من المخبوزات والملبوسات وغيرها فقررت أن اسلك بطريقة تحضيرية واتحصن بالكمامة واتوكل على الحي القيوم وأسرع إلى المول القريب قبل أن يزدحم، تدعوني كل الاصوات الداخلية إلى جمع ما أستطيع تحسباً لغلق قريب.

وكانت المفاجأة أن جموع الشعب الغفيرة ترتبط بخيط غير مرئي ينقل الأفكار من عقل هذا إلى عقل ذاك.

ولم لا والشعب ينتمي إلى نفس المكان بعاداته وتقاليده وأفكاره الراسخة

فكأنما قد اجتمع البشر أخيراً على رأي واحد واتحدت فصائله المختلفة وطبقاته الاجتماعية الثقافية بضرورة تحدي الوقت واختطاف ما تريد قبل أن تهاجمنا الكورونا غداً وذلك على أساس أنها تسير بسرعة العاصفة التي تهب من اقاصي الأرض وتصل ديارنا العزيزة غداً في التاسعة مساءً ونحن المتمكنين، ذوي العقول المفكرة السديدة، فعند حضورها نكون قد تجهزنا وحبسنا أنفسنا في البيوت مع ملابسا الجديدة نستعرضها على الحائط، وما لذ وطاب من مأكولات تصيبنا بالتخمة والكسل

دار بذهني هذا السيناريو اللطيف بعد أن وجدت جموع غفيرة من البشر تتزاحم في كل مكان. كل يبحث عن غايته متناسين أن القرار قد جاء نتيجة انتشار الفيروس وللحد من الإصابات.

وفي قراءة سريعة لما رأيت فقد أدركت أن البشر قد قرر قبل الالتزام بالمنزل أن يكون الالتزام ملازماً للإصابة وأخذ مناعة طبيعية ضد الفيروس المحور الخبيث.

قررت التزام الكمامة واتجهت في هدوء لشرب القهوة في مكاني المفضل الهادئ لأجد عشاق القهوة يستغلون الفرصة الأخيرة، ينهلون من منابعها وكأنها ترتشف الفنجان الأخير فأزحت الكمامة وشاركت في الجريمة بكل اريحية وضمير نائم ينتظر أن توقظه الكورونا

احذروا الطوفان.................