شمس حطين


عندما تفتحت عيوني على حبّ اللعبة الأكثر شعبية كانت نابلس جبل النار ترفد الكرة الفلسطينية بكثير من الأندية ، أبرزها الاتحاد ، وبلاطة ، وعيبال ، وشباب نابلس ، وعسكر ، ورقم واحد ، والنقابات ، ومنها أيضا حطين ، الذين زرع راياته على قمم جرذيم وعيبال .
وولد نسر جبل النار الأحمر من رحم مجموعة كشافة حطين ، التي تأسست سنة 1959، والتي ساهمت في ترسيخ أسس العمل الاجتماعي والرياضي على حدّ سواء ، وتعددت مكارمها في الشارع النابلسي ، وكان فريقها الكرويّ يضم ثلة من النجوم ، الذين ساهموا في البصمات المجيدة ، التي تركها الحطينيون في الملاعب .
ويذكر الشارع الرياضي الفلسطيني بفخر نجوم حطين ، ممن كتبوا تاريخ النادي بأحرف الذهب ، ومن هؤلاء مثقال يوسف ، وزاهي الشادوح ، ومحمد حنو ، ومحمود المصري ، ويوسف ضمرة ، وزاهي الصادق ، وعنان الحنبلي ، والعندليب الأسمر أبو عثمان ، وجمال الدبيك ، ورباح الكببجي ، وغسان اصلان ، وعزام الحافي ، ومحمد البكار ، وخضر الحنبلي ، وحسام عوايص ، وجمال جود الله ، وعباس الحنبلي ، وناجح وهدان ، وأيمن الحنبلي ، ومحمد صبحا ، ويحيى العقاد .
وكانت أندية الضفة والقطاع تحسب لحطين ألف حساب ، لأنّ الفريق يلعب الكرة السلسلة ، التي تصنف ضن أسلوب السهل الممتنع ، والممتع في الوقت نفسه ، بما أهل الفريق للمنافسة في كثير من البطولات ، وخاصة بطولة 1984 .
وكان يوم 8/5/1986 منعرجاً سيئاً ، في تاريخ قلعة جبل النار نادي حطين ، حيث خسّرته رابطة الأندية في اجتماعها بنادي الهلال جميع مبارياته ، على خلفية انسحابه من مباراته أمام مركز طولكرم ... ومن يومها " ما شاف حطين خير " ، فانحدر الفريق العريق إلى الدرجة الرابعة ، بعد أيام ماجدات كان خلالها يقارع على الألقاب الغالية ، وآخرها احتلال المركز الثاني في دوري الدرجة الممتازة ، الذي فاز به مركز طولكرم موسم 1983/1984 .
وكان حطين من الأندية التي تحبّ مشاهدة لعبها ، وكانت الأندية تعد لمبارياتها معه إعداداً خاصاً ، وحقق حطين في مسيرته الفوز على معظم أندية الضفة والقطاع ، وكان حاضراً بشكلّ لافت في معظم البطولات الرسمية والودية .
والحق يقال : إنّ إدارة حطين تسرعت يومها في الانسحاب ، تماماً كما أنّ قيادة الرابطة تسرعت في قراراتها القاسية ، التي أدت إلى أفول الشمس الحطينية ، في انتظار أنّ ينجح أبناء حطين في استعادة امجاد النادي الكبير .