الأربعاء 24 أبريل 2024 04:50 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. نبيل بوغنطوس يكتب: مصر على خط الأزمة الحكومية في لبنان.. محاذير ومواقف وجمود مستفحل

د.نبيل بوغنطوس
د.نبيل بوغنطوس

سال الكثير من الحبر، وحررت مئات المقالات واجريت مثلها مقابلات وريبورتاجات وحوارات إذاعية ومتلفزة، حول تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وكان ان دخلت مؤخرا مصر بقوة على خط الازمة، علها تحدث خرقا في الجدار القائم، لكن النتائج لم تأت بجديد، اللهم سوى تكرار التمني والسعي، لاخراج لبنان من المراوحة القاتلة. ورب سائل، هل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، هو بهذه الاهمية، لتبذل هذه الجهود المحلية والاقليمية والدولية بهذه الوتيرة، وماذا ستقدم او ستؤخر هذه الحكومة، في هذا البلد الصغير المنهار، في مجريات الاحداث في العالم.
باختصار شديد، اتت زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت وبتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد تنسيق مسبق مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبعد ان بان ان المحاولة الفرنسية الاخيرة، لجمع اطراف الصراع في لبنان لم تكن بناجحة على الاطلاق، لا بل زادت من تعنتهم وتصلبهم على مواقفهم.
شكري زار بيروت مشكورا، وكان مسعاه حميدا، لكن لم يلق ممن التقاهم سوى كلاما معسولا ووعودا بتسهيل التشكيل متى حانت الساعة، وهو بكل صراحة، اعلن انه لا يحمل مبادرة مستقلة، انما اتى الى بيروت في محاولة لاستيلاد حكومة مهمة، بحسب المعايير التي كان وضعها الرئيس الفرنسي في زيارته الاولى الى لبنان في السابع من آب 2020، والتي تلتقي مع رغبة الاميركيين والسعوديين والاماراتيين وغيرهم، بتحييد حزب الله عن اي دور في الحكومة، ومثله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لابعاد لبنان ما امكن عن دورانه في الفلك الايراني ومحور الممانعة، وباختصار، الهدف حكومة يقصى عنها ارباب السلطة الحاليين من كل التوجهات.
التنسيق المصري والفرنسي والسعودي والاميركي جلي وواضح، وهو استتبع بزيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير زكي، لكن النتيجة حتى الآن واحدة.
ويبدو ان كل المبادرات ما تزال تجمع حتى الآن على الدفع باتجاه الاتيان بحكومة اختصاصيين مستقلين عن احزاب السلطة، لكن تحت سقف الدستور والطائف، الامر الذي لا تهضمه السلطة الحاكمة بامرها في بيروت، وتعتبره يهدد مكتسباتها التي راكمتها على مدى عقود، وهي التي تأبى ان تعترف ان سياساتها هي التي اوصلت لبنان الى الحضيض الذي يحيا فيه، وضربت اقتصاده وشلت الحياة فيه، وجعلت اكثر من ستين في المئة من شعبه تحت خط الفقر، ناهيك عن انها سلطة محاصرة ومغضوب عليها عربيا وغربيا، وهي تتكبش بمواقعها ومراكزها بقوة الامر الواقع والضغط والترهيب، تأبى الاعتراف بخروج اكثر من نصف الشعب اللبناني في حراك 17 تشرين الاول 2019 مطالبا باسقاط رموزها لا بل محاكمتهم ان امكن.
المفاجأة في بيروت كانت، ان الضيف المصري، قاطع علنا "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ورئيس حكومة تصريف الاعمال، في تصويب واضح عليهم واتهامهم بالتعطيل، وبطريقة غير مباشرة، في وقت اختار فيه ان يختتم زيارته من بيت الوسط، مبديا دعما واضحا للرئيس المكلف سعد الحريري، يضاف الى رصيد الدعم الذي يلقاه هذا الاخير من الفرنسيين وربما الاميركيين، في انتظار موقف مفصلي سعودي ما بزال حتى الآن ضبابيا.
ويبقى ان نختم بتساؤل مشروع، مفاده ان، ولو بسحر ساحر، تم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الحريري، ووفق مندرجات المبادرات القائمة على اساس حكومة مهمة، فهل سيرضى الشارع اللبناني المنتفض بحكومة على رأسها الحريري، بعدما كان ضغط بقوة لدفعه الى الاستقالة هو ومن معه بعد حراك 17 تشرين الاول 2019.

.........................................................

مستشاروخبيرسياسي واقتصادي في الشؤون اللبنانية