مصطفى جمعة يكتب: أحمد فتحي...يا من على جسر الدموع

لا أعرف لماذا حضر في ذهني الحديث الشريف الذي يقول (إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار...) عندما اتذكر ما فعله بنفسه احمد فتحي الذي تغنت جماهيره الاهلي باسمه لحنها وأدارت بعطاءه مغزلها.
عندما ألقى بنفسه وتاريخه وانجازات في أتون النار عندما ذهب خلف المال ملقيا خلف ظهره كل المجد ومعه اسمه وكيانه وشخصه وسماته التي جعلته مع الأساطير الذين عشقتهم الجماهير حتى انهم اعتقدوا ان "عرق" العطاء على"فانلته" ماء الوضاءة ، فزينها بلون الدم ، كانه من ضياء تجتذب اليه العيون حتى كان ألارض شدت بالسماء.
انا زعلان عليه وليس منه لانه يملك اروع الصفات تهجد وقيام وسجود ورجاء وركوع وخشوع وتضرع لاستجاية الدعاء وصبر واخلاص و اقدام وشجاعة ترد المنافس عجولة وتحفز وصلابة .
وهذه صفاته منذ ان عرفت "اسد الملاعب"الذي غسل الدواخل بالعبق ،رائحته عطر الانجاز و، لونه أحمر مـن دم الرجال عن قرب ،عندما كان في صفوف نادي كاظمة،خلال رحلة الترانزيت بالكويت للعودة الي القلعة الحمراء ، لم يخش ما يخفى القضاء،وما كل ساعده القوى ولا وهنت عزائمه فى دجى الانواء،رجل الحر وفتى همام لم يلن لشدة اوعناء ، منذ ان لمست اقدامه البساط الاخضر.
فهو كما عاهدته اسد جسور انطلاقاته الشداد تتلاحق رجماً على المنافسين والدخلاء في كل معمعة كر وفر ، وفي كل بطولة كان يخرج مع فريق الاهلي متوجاً بالأنجم كالمأس في معصم الجمال ، يحمل مشعل الاهلي الي ما فوق هام السحاب.
ولذلك لا عجب ان كان الامين مع الجيل الصاعد سواء في منتخب بلاده اوناديه الاهلي وشعارهما فى كل المحافل سواء المحلية او القارية او العالمية دوام الوفاء،
وأخيرا انت تعرف قبل الأخرين أن وزن الاهلي دائما بنجومه المخلصين قاعدة البناء وفريقه لكرة القدم منذ ما يفوق قرن من الزمان ترياق الحياة وكل اسباب البقاء ولذك ان اللاعبين اذا علموا كما كنت تعلم انت اذا يريدون الخلود يجب ان يدفعوا من ثمن البذل والاخلاص والعطاء فبقدر ما يعطون يكون الفداء وبقدر من نقف خلفهم في كل الملاعب يكون مقدار العطاء.