مقال مهم لرئيس نقابة العاملين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالكويت

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتداخل الأفكار وتتزاحم الهموم في صدور الناس، يبقى هناك رجالٌ يُطمئن حضورهم القلوب، وتستقر بفضل حكمتهم الأجواء، ويشعر المجتمع معهم بالطمأنينة والاستقرار. ومن بين هذه الشخصيات المضيئة يأتي معالي الشيخ علي الجابر الأحمد الصباح، الرجل الذي جمع بين الوقار والحكمة، وبين الرحمة والحزم، فكان نموذجاً يُحتذى في القيادة الهادئة والرؤية الصائبة.

معاليه ليس مجرد رمز من رموز الوطن، بل هو مدرسة في الحلم، ومنهج في التواضع، وصورة ناصعة للرجل الذي يضع مصلحة الناس فوق كل اعتبار. عرفناه قريباً من الجميع، مُنصتاً لصوت المواطن قبل أن يسمع صدى المنصب، متفهماً للظروف، مُحافظاً على قيم الأصالة التي تربّى عليها، والتي ورثها من بيتٍ كريمٍ يتوارث المجد جيلاً بعد جيل.

لقد أثبت معالي الشيخ علي الجابر أن القوة ليست في رفع الصوت، بل في اتساع الصدر، وأن الحكمة ليست في كثرة الكلام، بل في حسن الفعل وصواب القرار. وهو المثال الذي يُذكّر أبناء هذا الوطن بأهمية الصبر، وسعة البال، والتغافل عن صغائر الأمور، ليظل البيت الكويتي مترابطاً متماسكاً، يقدّر الكبير ويحترم حكمة أصحاب التجربة.

ومثلما جاء في القول: “فلنجعل أعصابنا في الثلاجة ونبعدها عن الفرن لنكون في أمان بعد سن الخمسين”، فإن معاليه كان وما زال يدعو إلى التوازن والهدوء والابتعاد عن العصبية التي لا تأتي بخير، خصوصاً بين فئة الشباب التي تحتاج لقدوة صالحة تُعلّمها كيف تُدير غضبها وتُهذّب ردودها وتُحسن علاقاتها مع الآخرين.

ولأن معاليه قريب بروحه وأخلاقه من الناس، تجده يحثّ على برّ الوالدين، وصون الأسرة، وتقدير من أفنوا أعمارهم في تربيتنا وخدمتنا. فمثل هذه القيم ليست مجرّد نصائح، بل هي منهج حياة يطبّقه قبل أن يقوله.

إن معالي الشيخ علي الجابر الأحمد الصباح سيظل بإذن الله مثالاً للقيادة الحكيمة، والرجل الذي يجمع حوله محبة الناس وثقتهم، بما يملكه من خلق رفيع، ونُبل أصيل، ورؤية تتجاوز اللحظة إلى المستقبل.

نسأل الله أن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يوفقه لكل خير، وأن يحفظ به الوطن وأهله.

د. محمد عبدالرحمن الكندري

رئيس نقابة العاملين بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب