الأربعاء 17 سبتمبر 2025 02:08 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أشرف محمدين يكتب: المشاعر الحقيقية… شباب أبدي يتحدى الزمن

النهار نيوز

في زمنٍ تتغير فيه الأشياء بسرعة، وتذبل معه المظاهر تحت وطأة السنين، يبقى هناك عنصر واحد يتحدى قوانين العمر: المشاعر الصادقة. فالحب الحقيقي لا يعرف التجاعيد، ولا يخضع لمرض الشيخوخة، بل يظل نضرًا مهما تراكمت السنوات.

التجاعيد قد ترسم خطوطها على الوجوه، والشيب قد يغزو الشعر، والجسد قد يرهقه التعب، غير أن القلب الذي أحب بصدق يظل نابضًا بالحياة، رافضًا أن يشيخ. فالمشاعر الحقيقية ليست انعكاسًا للمظهر الخارجي، بل هي حالة روحية عميقة لا تخضع لسلطان الجسد.

الحب الصادق يشبه نبعًا متجددًا، لا تنضب مياهه ولا تفقد عذوبتها. هو الذي يجعل الإنسان يرى الجمال في من يحب، جمالًا يتجاوز الملامح ويتحدى الزمن، ليزداد قوة وعمقًا مع مرور الأيام. ولعل أجمل صور هذا الحب هي تلك التي نشاهدها في عيون مسنين، حين يلمع فيها بريق اللقاء الأول، وكأن الزمن فقد سلطانه أمام صدق المشاعر.

المشاعر التي لا تشيخ هي تلك التي تُبنى على الوفاء والصدق، وتثبت حضورها في الأزمات، تمامًا كما تفعل شجرة عتيقة تقف شامخة أمام الرياح، تمنح ظلًا وأمانًا لا يُشترى. ولهذا، نجد أن قصص الحب الخالدة في التاريخ لم ترتبط بفتنة الشباب وحدها، بل بعمق العاطفة واستمرار العطاء.

إن الروح، على خلاف الجسد، لا تشيخ، وما ارتبط بالروح يبقى خالدًا. لهذا يظل الحب الحقيقي ثابتًا كالنجم، يضيء حتى وإن غطته غيوم الحياة. وحين يرحل الإنسان عن الدنيا، تبقى مشاعره الحقيقية حاضرة في قلوب من أحبهم، شاهدة على أن ما كان صادقًا لا يموت أبدًا.

الحب الصادق إذن، ليس مرهونًا بالزمن، ولا تُضعفه التجاعيد. إنه شباب أبدي، يرفرف حول القلوب كفراشة بيضاء لا تعرف الذبول.