مروة محمد مصطفى تكتب: غزة.. والصمت العالمي!!


يستيقظ العالم كل يوم على الصور المروعة للأطفال الذين قُتلوا بالقنابل "الإسرائيلية"، وما زال الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المدنيين في غزة، وسط غياب فعلي للتحرك الجاد من المجتمع الدولي، كذلك يعاني الفلسطينيون في غزة من أبسط مقومات الحياة، لتمثل تلك الحرب وصمة عار في جبين الإنسانية.
وفي هذا الإطار لا أرى جُرمٍ أعظم من الاستهداف الممنهج للفلسطينيين بإلقاء القنابل عليهم وهم يصطفون في طوابير طويلة بالساعات للحصول على أي قدر من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، في لحظة ضعفهم وانكسارهم، بالإضافة إلى عجز المستشفيات عن تلبية احتياجات المصابين في ظل تزايد عددهم، والمؤسف أن العالم أصبح يستيقظ على تلك المشاهد البائسة من وراء شاشات التليفزيون، وكأن شيئًا لم يحدث مما يعكس واقعًا مريرًا يعانيه الفلسطينيون في غزة.
لقد أكد البرنامج العالمي أن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على سوء وتدهور الوضع الإنساني في غزة، إذ يُحرم نحو ثلث المواطنين في القطاع من الطعام لأيام متتالية، بحسب ما أعلن برنامج الأغذية العالمي، وما لا أفهمه هو الصمت العالمي على شعب كامل يتعرض للإبادة الجماعية في كل لحظة.
ونتيجة لذلك، أصبح العالم يتعامل مع الضحايا باعتبارهم أرقاما وخسائر تكتيكية، مما يزيد الشعور العميق بالظلم الذي يشعر به الفلسطينيون بأن حقوقهم الإنسانية الأساسية في العيش بكرامة، تتعرض للانتهاك والإنكار، وهو ما يتناقض مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان التي يدافع عنها العالم، وما زالت المجزرة مستمرة من قبل الكيان الصهيوني الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية.