الأديبة مريم هرموش تكتب: ماحدث لم يكن صدفة أو حدثا عابرا!!


لم يكن "توحش" إسرائيل حدثًا عابرًا ولا صدفةً من التاريخ، بل نتيجة تراكمٍ طويل. فمنذ قيامها وهي تختبر حدود الصبر العربي وتزن ردود الأفعال الدولية، خطوةً بعد أخرى، حتى أدركت أن الغضب العربي لا يتجاوز حدود الكلام، وأن القانون الدولي يمكن أن يتحول إلى درعٍ يحميها بدل أن يردعها
بعد كل حربٍ، كانت تكسب أرضًا جديدة أو شرعية إضافية. في 1967 ابتلعت ما ابتلعت من الأرض، وفي 1973 واجهت حربًا أعادت بعض الكرامة للعرب، لكنها سرعان ما تحولت إلى بوابة تسويات واتفاقيات ضمنت لها الاستمرار. ومنذ ذلك الحين، تمادت أكثر: في الاستيطان، في تهويد القدس، في حصار غزة، وفي اغتيالاتها المعلنة
لكن سلاحها الأخطر لم يكن الطائرات والدبابات وحدها، بل ما هو أدهى: امتلاكها لأسلحة القوانين الدولية التي تحتمي خلفها، ودعم الولايات المتحدة التي سخّرت مجلس الأمن وسائر مؤسساته لحمايتها من أي محاسبة. العالم يراها الدولة الاستثنائية، التي يُسمح لها بما لا يُسمح لغيرها، فلا قرارات تردعها، ولا محكمة تجرؤ على محاسبتها
وهكذا، صار تماديها جبروتًا معلنًا، لا لأنها الأقوى فقط، بل لأنها وجدت في صمت العرب وانقسامهم، وفي تواطؤ القوى الكبرى، حصنًا منيعًا يضمن لها أن تقتل وتبني على أنقاض القتلى، وهي مطمئنة أنّ لا أحد سيوقفها.