الأديبة ماريانا حاطوم تكتب: من كتاب صوت الأنا... بين الإيمان و الظلم..

تصبحون على خير..
تصبحون على خير كلمة نتداولها قبل الذهاب الى النوم، و قبل ان نغمض عيوننا و ننغمس في عالم الاحلام، تتسلل الافكار الى أروقة العقل فتهيج الاحاسيس و توقظ الذكريات.

في هذا الوقت الهادئ يصحو الألم في الارواح المتعبة، ترقص الأشباح على أوتار الحنين و تصبح الدموع رفيقة الوجه الحزين...

في هذا الوقت هناك احلام تراقص بعضها على أوراق الصمت و تعزف سيمفونية الفرح.

في تلك اللحظات المغلفة بالسكون هناك من تراوده أطياف الذين رحلوا من الحياة، و تتراقص أرواحهم بين الأفكار المثقلة برائحة الذكريات، تجتاح القلوب بألمها الصامت، تناسب الماسات المظلمة من النجوم لتزين السماء ببريقها الحزين..

في منتصف الليل هناك من يحل قيود الواقع و ينطلق بأجنحة الأحلام و تتوهج الأماني تحت ضوء القمر.

في هدوء الليل هناك من يجلس مع الشجن بكل هدوء ليغرق في الحكايات يروي أحداثا و اسرارا لم يبح بها لأحد من قبل، فتفيق ألام الروح و تنبض بين أجنحة الليل و تهمس الاشجار بأسرارها المكبوتة.

في عمق اللحظات تتناثر أشعة النجوم البراقة، تهيج القلوب العاشقة المشتاقة.

و على ارصفة الليل هناك من يعانق أغطية الحزن تحت سقف الظلام الدامس، يحدثه عن الفقر و الهم و الجوع، فتصدح النغمات الحزينة في أرجاء الليل لتلامس قلوب الضائعين و تعانق أرواح المشردين.

في هذا الوقت الساحر هناك من يتمايل الحب بين احضانه، و تراوده ذكريات الحبيب و كل لحظات العشق المتلاحم فينتشي قلبه بذكرى اللقاء و حنين الفراق.

في غمرة الليل الهادئ، تعلو سيمفونية الحب لتصافح سماء الروح، و تنشر الأحلام أجنحتها في فضاء الوجدان، فتغمر العاشق بأشجان الحب و تحوي له بأمل لدفي لقاء قادم.

في قبضة الليل يستسلم المتعبون بين احضان الحزن، و تتحول الاحلام الى قوارب من الأحزان التائهة.

أما هي تجلس في في غرفتها وسط الظلام الدامس، تحدق في المجهول مشتتة العقل، بينما يتوغل القلق في أروقة خيالاتها، تتأمل سماء لا نجوم فيها، و لا غيث يغسل أوجاعها، تحاكي نجوم افكارها و تتساءل بصمت:
* هل سيأتي يوم تزهر فيه وردتي؟