الأحد 27 يوليو 2025 06:41 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : عندما لا تجد شيء كي تُطفئ بها جذوة الاشتياق ولهيبُ القلب المشتعل..اكتب

النهار نيوز

تمتلكني رغبة شديدة للكتابة ، لكن لا ادري عن ماذا ،او عن من او لمن ، لكني قررت ان اكتب عن كل الأشياء التي تدعوني للكتابة لاسيما أنا لا أهرب من الأشياء ، لا أمسح الأرقام ولا الصور ولا حتى الرسائل ولا أتهرب من الأغاني والذكريات ، أنا أواجه ، أعالج نفسي بالمواجهة ، أنظر إلى صورهم مئة مرة حتى تصبح عادية ، واقرأ رسائلهم التي احتفظ بها ألاف المرات حتى أتجاوزها ، أستمع الى الأغاني التي نعشقها حتى أهزمها وتتوقف عن هزمي ..
(. وبعد كل هذا عندنا مسكت قلمي لأخطّ همومي وأحزاني، فإذا بقلمي يسقط منّي ويهرب عنّي، فسعيت له لأستردّه، فإذا به يهرب مجددا . فتعجّبت، وسألته، ألا يا قلمي يا رفيق العمر ، أتهرب منّي، أم من قدري ، فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى، تعبت من كتابة معاناتك، ومعانقة هموم الآخرين ،فقلت له من فضلك تعالى معي.
(. لقد قررت ألكتابة عن رحابة العالم بكل جغرافيته وإختلافاته ومخلوقاته، و القرى البعيدة التي لازالت على هاش المدن التي أصيبت بلعنة التحضر الظاهري ،اكتب عن روحي المرهقة التي أحملها من مكان إلى اخر وأعماق أعماقي وأفكاري، عن الموتى، والمجانين، وعابري السبيل، عن الأفكار المسمومة التي تغذينا بها، ودخلتنا بلا رغبة، وعن الرغبة وعن النهايات التي لا يحمل فيها الأنسان إلا نفسه بلا جائزة .
(.ربما اريد أن اكتب لان من اشتاقوا اليهم هلوا جميعا على ذاكرتي بقوة ، لا هم خيال ولاهم واقع ولذلك اجد تقسي بين هذا وذاك اهيم في محاولةً العثور علي ذاتي المفككه
لاجد قطعة منها داخل لوحةً لايفهما غيري ، رغم انهم لم يفارقوا قلبي ،فهم صوت نبضه وسر حزنه وايضا سعادته وبهجة روحه عندما تفقد بهجتها ،ولما لا فهم من قضينا عمرنا بجانبهم لم يكُونوا في حياتنا شيئاً عابراً لننساهم بهذهِ السلاسة وكأنهم لم يكونوا يوماً، لم يكُونوا حلماً عابراً، هؤلاء هم من دمعت أعيننا لأجلهم هؤلاء هم من رُسمت ضحكاتنا في وجودهم
(. وعندما غابت شمسهم عن سمانا اصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس، من دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى أصواتهم ترنّ في أذانِنا، لم نعد نرى سوى صور وجوههم، لم نعد نتذكّر سواها، لم نعد نتذكر سوى نظرات أعينهم عند وداعنا
(. لا ندرى أنبكى عليهم أم نبكى على أنفسنا، القلب كان ملكاً لهم ولكن عند فراقهم اصبح فارغاً باهتاً كأنما هو متعلق بهم وحدهم وكأن الأرواح كانت متصلة بحبل من الوداد فانقطع ذاك الحبل فجأة فتمزقت قطعة من روحك فتتقيد بألم كبير وحزن لا يفارقك أبداً
(. أصبحت أشعر بالوحدة عندما أبكي وأشعر بالاختناق ، اشعر بالوحدة عندما يتحدث الجميع وانا أشعر بالغصة تؤلمني ، أشعر بالوحدة عندما أشعر بدموعي واحاول ان اصرف انتباه من هم حولي ، أشعر بالوحدة عندما اتذكر اشياء قديمة وعندما احن إلى شخص احبه وعندما افتقد صديقاً غادر حياتي ولم يعد لوجودي أي أهمية.
(. ولذلك اعذروني فقلبي الذي كان ضاحكا. لم يعد و الذي كان يفرح بكل شي. لم يعد والذي كان يبتسم لاتفهه الاسباب لم يعد كذالك قلبي الذي كان يشع نوراً اصبح معتماً جداً و الذي كان موطن الجميع اصبح منفىء ،والذي كان يلُم الجميع اصبح وحيداً ماهذا الكم الهائل من الخراب فبعد ما كان مدينه جميله خضراء اصبح ارض قاحله فيها من الدمار والخراب ما يسكن فيها جميع اشباح الارض
(. ما أصعب بعدهم ، وانت لا تجد شيء كي تُطفئ بها جذوة الاشتياق ولهيبُ القلب المشتعل لتخفف وطأة الألم وحدّته على نفسك لان أشد الآلام تلك التي تترك آثار في قلوبنا لايستطيع الزمن محوها يرحلوا ويتركوا في القلب ندبات لايزول أثرها حتى وإن توالت الأيام .. ومرت السنين