الأربعاء 18 يونيو 2025 10:57 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أول شركة طيران في الشرق الأوسط الاوسط تأسست 1932

الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب: المهندس المصري فهيم ريان .. صانع أمجاد مصر للطيران

النهار نيوز

ـ حصل علي جائزة وشاح النيل من الرئيس مبارك ... اختاره الرئيس عبد الناصر .. وقرر السادات ترؤسه شركة مصر للطيران

ـ المهندس فهيم ريان " ثعلب " المفاوضات في شراء الطائرات الحربية للقوات الجوية المصرية

**أصبحت صناعة الطيران والنقل الجوي تمثل إضافة كبيرة لخطط التنمية المستدامة وتنشيط السياحه الداخلية والخارجية في كل الدول ، ومصدر دخل كبير تضاف إلى الموازنة العامة في كل الدولة ، خاصة حينما تكون شركات الطيران تتبع منطومة التبعية للدولة ، ومعها شركات الطيران الخاصة التي صارت تتنافس في سوق الطيران والنقل الجوي ، صناعة الطيران تحقق المليارات من الدولارات من خلال الرحلات ونقل البضائع ، ودعم صناعة قطع غيار الطائرات في الداخل ونشغيل العمالة المصرية ، من مفردات القوة الناعمة للدول الفن والرياضة والسياحة ، والسياحة قوامها الطيران المدني ** في 7 مايو 1932 تم إشهار شركة مصر للطيران التابعة للدولة المصرية ، التي تعتبر أول شركة طيران تم إنشاؤها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وسابع شركة طيران فى العالم ، وفى أكتوبر 1933 شهدت مصر دخول أول امرأة لعالم الطيران بحصول المصرية لطيفة النادي على إجازة طيار خاص ، كـأول فتاة عربية تقود الطائرة.

** في مايو القادم 2025 تحتفل مصر للطيران بمرور 93 عاماً علي إانشائها ، تاريخ طويل من النجاحات في شتى المجالات.

** المهندس المصري محمد فهيم ريان أفضل من ترأس شركة مصر للطيران علي مدار 24 عاماً " من عام 1980 حتي 2004 " ، حقق إنجازات كثيرة ، ومازال الجميع يتذكره بالحسنى ، كان نظيفا اليد ، أميناً علي ممتلكات مصر للطيران ، وظل يسكن في شقته طوال حياته في مدينة مصر الجديدة داخل قلب القاهرة بالإيجار ، لم يحقق ثروة ، ولم يستغل الوظيفة في البحث عن المصلحة الخاصة ، ولم يؤسس شركات ، ولم يبن العمارات ، ولم يحقق المليارات من الجنيهات، ولم يمد يده إلى عمولات الطائرات ، أوعمولات قطع الغيار القادمة من الخارج ، ولم يكن له أرصدة في البنوك داخل مصر أوخارجها، وكانت نظريته في الاقتصاد " التقشف "، وتحقيق مصدر دخل كبير للدولة ساعده في زيادة أسطول الطيران التجاري لمصر للطيران ، والوقوف بنفسه علي كل مفردات الموزانة السنوية في نهاية السنة المالية.

** وحث المهندس محمد فهيم ريان علي استحداث " علم هندسة الطيران " في كليات الهندئسة بالجامعات المصرية ، وإعطاء المنح الدراسية مجانا للطلاب المتفوقين في كليات الهندسة والتدريب في الورش الفنية الميكانيكية التابعة لمصر للطيران.

** ولد المهندس محمد فهيم ريان عام 1926 ، وتلقي تعليما مدنيا متميزا وتخرج في قسم الكهرباء من كلية الهندسة 1950 بجامعة القاهرة وكان من الأوائل علي دفعته ، وعمل بالقوات الجوية حتى أصبح من كبار مهندسيها، وكان له مساهمة فنية كبيرة عن حق في تجهيز الطائرات مع حرب أكتوبر 1973 إذ تمكن بجهده وخبرته من تجهيز كثير من الطائرات لتساعد في دخول المعركة ، وحققت مصر انتصارا كبيرا ضد إسرائيل.

** فى أوائل الستينات للقرن العشرين ، اختاره الرئيس جمال عبد الناصر عضوا منتدبا لشركة الطيران العربية المتحدة ( مصر للطيران لاحقا ) ، مما يؤكد الثقة الكبيرة التي يسديها للمهندس فيهم ريان.

** كانوا يطلقون علي المهندس محمد فهيم ريان " ثعلب " المفاوضات المصرية في شراء ومستلزمات الطائرات للقوات الجوية ، وأيضاً الطائرات المدنية ، كان كبير المفاوضيين في كل المراحل ، وكانت الثقة فيه عالية في التفاصيل الفنية الخاصة بالطائرات.

** عام 1980 طلب الرئيس أنور السادات من نائبه الرئيس حسني مبارك أن يختار مهندسا أو طياراً يترأس مصر للطيران على أن يعطي الصلاحيات كلها، وأن يتمتع بالصفات المطلوبة للنجاح ، ووقع الاختيار علي المهندس محمد فهيم ريان ليتولي رئاسة شركة مصر للطيران ، وكانت هناك صداقة بين الرئيس مبارك باعتباره قائد القوات الجوية ، والمهندس المدني فهيم ريان بالقوات الجوية أيضاً ، وتم إصدار قراراً جمهورياً من الرئيس السادات بتعيينه رئيساً مجلس إدارة شركة مصر للطيران

** تضاعفت الأصول الاقتصادية لشركة مصر للطيران على يد المهندس محمد فهيم ريان ، تم تأسيس شبكة هندسية وورش فنية هندسية ممتازة كفيلة بإجراء الصيانة والتحديثات الفنية ، تقوم بالصيانه الفنية والتحديث لكل أجزاء الطائرات ، وتفكيك مكونات الطائرة إلى كل أجزائها الدقيقة، وأصبح لمصر الطيران مركز متقدم للحاسب الآلي في التعاملات الداخلية والخارجية ، وبدأت الشركة سياسة عاقلة ومتعقلة في الاحلال والتبديل من خلال دراسات جدوى حقيقية ومتأنية ومنضبطة ، وأصبحت مصر للطيران قادرة على الطيران إلى لوس أنجلوس وبقية الولايات الأمريكية ، بينما كانت أقصى نقاطها من قبل هي لندن وزادت مكاتب مصر للطيران في العواصم لاستقطاب عملاء مصر للطيران في السفر والترحال ، وتنشيط الأسواق الحرة في الداخل ، فتم تطوير الأسواق الحرة على أساس اقتصادي، مكنها من أن تضيف لموارد الشركة الأم الكثير من الإيرادات للمسافرين.

** كما دخلت مصر للطيران بأرباحها شريكا في تأسيس فنادق تخدمها في القاهرة من أجل زيادة السعة الفندقية لاستيعاب زيادة السياح القادمين إلى مصر ، مثلما شاركت في إقامة فندق موفينك المطار بنسبة النصف (50%) ، وفي فندق هيلتون طابا بالثلث (33%) وفي فندق توت آمون بأسوان ، وفي فندق نفرتاري لمدينة أبو سمبل الأثرية، وأيضا شريكا اقتصاديا في تأسيس مستشفى مصر للطيران على مستوى طبي عالمي يساهم في العلاج للمواطنين ، ونجح في اقناع الحكومة أن تكون كل المهمات الخارجية للسفر الرسمي لابدأن يكون من خلال مصر للطيران ، باعتبارها الناقل الرسمي الوطني للدولة المصرية.

** حصل المهندس المصري محمد فهيم ريان علي جائزة وشاح النيل عام 2002 من الرئيس مبارك ، تقديرا علي دوره الكبير في تطوير شركة مصر للطيران ، هي أرفع الأوسمة المصرية وأعظمها شأنًا وقدرًا، ولها المقام الأول بينهم، ومن عظمة قدرها يتم تسليمها بمعرفة السيد رئيس الجمهورية شخصيًا، ويعطون الشخصية المكرمة براءة موقعًا عليها من رئيس الجمهورية، ويؤدى التعظيم العسكري لأصحاب القلادة عند وفاتهم.

** بلغت قيمة الأرباح المالية التي عادت على خزينة الدولة من خلال مصر للطيران في عهده أكثر من مليارين من الجنيهات عام 2002 كان منها 900 مليون حصيلة الضرائب على التذاكر و300 مليون حصيلة ضرائب كسب العمل على العاملين في الشركة نفسها ، و300 مليون أخرى دفعتها مصر للطيران كصاحب عمل في التأمينات الاجتماعية و700 مليون رسوم الخدمات التي كانت مصر للطيران تقدمها لإيواء الطائرات ، وزيادة عدد العاملين إلى 24 ألفا.

** لا تقف الأحداث عند هذا الحد وإنما تدخر مفاجأة قاسية أخرى إذ يموت المهندس محمد فهيم ريان في ديسمبر ٢٠٠٤ بعد إصابته في تفجير فندق طابا في أكتوبر٢٠٠٤ حين كان يرأس اجتماعا لمجلس إدارة الشركة المالكة للفندق ، لأن الفندق خاضع لشركة مصر للطيران.

دينا ريان .. بنت السلطان

** الإعلامية دينا محمد فهيم ريان نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام لها عمود أسبوعي في ملحق الجمعة ، تتناول فيه كل القضايا التي تنهض بالمرأة والمجتمع ، تخرجت من كلية الإعلام في جامعة القاهرة ، تجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية ، مما يعطيها ثقافة أوسع بالاطلاع علي آداب الغرب ، والشغف بالقيم النبيلة مثل الديمقراطية واحترام الآخر والتغني بالتراث الشرقي وعباقرة النهضة الأدبية الحديثة مثل الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي ، والأديب نجيب محفوط الفائز بجائزة نوبل ، وآخرين مثل توفيق الحكيم وعباس العقاد والمازني وخليل جبران والمنفلوطي وغيرهم من أفذاذ النهضة الأدبية.

** الإعلامية دينا ريان بدأت مشوارها في الصحافة مبكرا وعندها 18 عاما ، حينما أجرت أول حوار مع الأديب نجيب محفوط مع جريدة اأخبار اليوم ، وذات مرة كان الفنان محمود ياسين يزور جريدة أخبار اليوم للقاء موسي صبري رئيس التحرير ، ورأى دينا ريان ، وهنا يقول الناقد الفني عاطف سليمان إن الفنان محمود ياسين أبدى سعادة كبيرة حينما رأى دينا ريان ، وكان يتمني أن يكون لها انطلاقة مع عالم الفن ، خاصة أنها تشبه الفنانة ميرفت أمين ، ولكنها ارتأت أن تكون صحفية ، قبل ان تنتقل إلى جريدة الأهرام، هي بنت السلطان ، وهوسلطان الفكر والمعرفة .

** الإعلامية دينا ريان كالت تلعب التنس الأرضي في نادي هليوبوليس بمنطقة مصر الجديدة ، ظلت تلعب كهاوية ، حتي تفرغت للدراسة والعمل الإعلامي .

** الإعلامية دينا ريان حرصت علي امدادنا بصور خاصة للوالد المهندس فهيم ريان ، منها صورة فريدة مع الرئيس مبارك ، والمشير الجمسي وزير الدفاع المصري الأسبق في إحدى جولاته الخارجية ، وهي صور تنشر لأول مرة.