أحمد قنديل يكتب .. تزييف الواقع عبر المواقع


منذ قديم الزمان وأهلنا يحذرونا من الأمواج وخطورتها وما يترتب عليهآ وكثيرا ما كنا نسمع عن المراكب والسفن التي تجرفها أمواج البحار وتطيح بها وبما على متنها.
لكننا في هذآ الزمان الذي بات وأصبح مثل الأمواج المتلاطمة يسوق بعضها اليعض ، منها ما يلفظ لنا دررا ثمينة، ومنها ما يجرف الجيف ، والحطام .
هذآ ما نراه ونسمعه الآن في عصر الميديا والتواصل الإجتماعي اللائي أصبحا يشكلا خطرا جسيما في توجيه الرأى العام المؤيد أو المعارض ، تماما مثل المسوق أو المروج لإحدى السلع ، حيث يتوقف إنتشار وتقبل تلك السلعة على مدى إحتراف وقدرة هذآ الشخص أو قد تكون مجموعة من الأشخاص على إقناع المشاهد والمستمع بتقبل المستهدف ترويجه ، ولفت الأنظار إليه بأجر مادي أو منفعة خاصة أو مكتسب سياسي حسبما يقتضي الأمر.
يساعد في تقبل هذا الشيء ، وسرعة إنتشاره مجموعات تنساق خلف تلك الأمواج بدون تفكر أو تدبر محدثة فجوة فكرية بين الواقع والزيف، حيث أن البعض يتقبل بعض هذه الأشياء من منطلق الإجماع لا الإقتناع " الإجماع عليها لا الإقتناع بها".
ومما لا شك فيه أن هذه الآفة المجتمعية توقع الكثير بل السواد الأعظم من الناس في براثن الفشل فى الإختيار مابين جيد وأجود ، وحسن وأحسن ، وسيء وسديد أو صالح ، وهذا ما يجعلنا نشاهد حطاما من الماضي والحاضر وجيفا خاوية تطفو على جبين المياه العذبة متسلقة أماكن ، ومناصب غير جديرة بها مما يأتي نتاجه بالسلب ، والفشل ، وسقوط المجتمعات وتدني مستواها الفكري والاقتصادي .