الخميس 15 مايو 2025 10:29 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

سورية تنهض من الرماد: قرار تاريخي بوساطة سعودية يعيد الأمل لشعب أنهكته الحروب

النهار نيوز

بقلم: منال أبو العلا
القلوب هى المضغة التى تحدد مصير الإنسان ، بل تخلق قنوات اتصال أثيرية بين الله والبشر، حتى بين البشر أنفسهم، لتخفق بقوة بنبضات الحب والسلام،
ففي زمن تتسارع فيه الأحداث، وتتبدل فيه موازين القوى، تثبت المملكة العربية السعودية، مرة بعد مرة، أنها الثابتة في معادلات التغيير، والحاضنة لكل أمل عربي ينهض من بين ركام اليأس والخذلان. نحن شعبٌ لا يرضى إلا بالقمة، وقيادتنا لا تتحرك إلا لصنع الفرق، في الداخل كما في الخارج.
ففي لحظة إنسانية لا تُنسى، وخلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض، التُقطت صورة عفوية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حفظة الله واضعًا يديه على صدره بابتسامة مليئة بالحب والفخر، في مشهد اختصر مشاعر الملايين. تحولت هذه الصورة خلال ساعات إلى "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها السوريون رسالة صامتة مليئة بالمعاني، تحية امتنان من القلب للقلب، وموقفًا إنسانيًا نادرًا يُجسّد القيادة بالمحبة لا فقط بالقرار.
اليوم، يقف المواطن السعودي شامخًا، وهو يرى بلاده تمارس دورها الطبيعي كقلب الأمة، وعقلها الراجح، ودرعها الحامي. ولسنا نحن من نقول ذلك، بل الأحداث تشهد، والعالم يصفق، والعرب يستبشرون.
ما قامت به السعودية في الملف السوري لم يكن مجرّد وساطة سياسية، بل كان إعلانًا صريحًا بأن زمن الاستسلام قد انتهى، وأن صوت الإنسان العربي لا يزال مسموعًا، حين ينطقه من يملك الإرادة والشرعية والمصداقية.
أيها السعوديون... أنتم تنتمون إلى وطن لا يصنع المعجزات فقط، بل يصوغ التاريخ بيده، ويكتب الحاضر والمستقبل بكلماتٍ من شجاعة وكرامة.
فخرنا لا يُشترى، ومكانتنا لا تُمنح، بل ننتزعها بعملنا، ونيّاتنا، وأفعال قادتنا.
ولأن لكل أمة لحظة مجد ترويها الأجيال، فإن ما فعلته السعودية في 13 مايو 2025 سيُدرّس يومًا كعلامة فارقة في تاريخنا المعاصر، حين قررت المملكة أن تكون صانعة القرار لا تابعته، ومصدر الأمل لا الباحث عنه.
فمن قلب العاصمة السعودية الرياض، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا مفاجئًا ومصيريًا: رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بالكامل. لم يكن الإعلان مجرد إجراء دبلوماسي، بل كان تحولاً جذريًا في السياسة الدولية تجاه سوريا، وبداية مسار جديد ينتظره السوريون منذ أكثر من عقد.
ما وراء هذا القرار كان وساطة سعودية قادها الأمير محمد بن سلمان بحكمة واقتدار، حيث جمع بين حنكة السياسة وصدق النية، وأثبت أن المملكة لم تعد فقط لاعبًا إقليميًا، بل صانع تحولات دولية.
"لقد أدت العقوبات دورًا مهمًا، لكن حان الوقت الآن لسوريا للمضي قدمًا"، بهذه الكلمات أعلن ترامب عن نقطة التحول، بعد مشاورات شاملة مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
قائد المرحلة: أحمد الشرع... سورية الجديدة تبدأ من هنا
بعد الإطاحة بالنظام السابق، اختار السوريون قائدًا يحمل في روحه ملامح المرحلة الجديدة، هو الرئيس أحمد الشرع. شخصية وطنية صاعدة أعادت إلى السوريين الأمل في المستقبل، واستعادت ثقتهم في إمكان بناء دولة قوية، مستقرة، ومتصالحة مع محيطها ومع ذاتها.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تعليقًا على رفع العقوبات:
"هذه بداية جديدة لسوريا... بداية نكتب فيها مستقبلنا بأيدينا، بدعم أشقائنا، وبثقة شركائنا."
قرار ترامب: الضوء الأخضر لإعادة الإعمار
رفع العقوبات الأمريكية لم يكن مجرد ارتياح سياسي، بل فرصة اقتصادية كبرى، وإشارة واضحة بأن سوريا أصبحت مؤهلة للدخول إلى مرحلة الإعمار والتنمية. المستثمرون الدوليون، والشركات الخليجية، والمنظمات الأممية، يترقبون هذا التحول لبدء ضخ المشاريع، وبناء البنى التحتية، وتشغيل آلاف السوريين، وإعادة المدارس والمستشفيات والبيوت إلى الحياة.
هذا القرار أعاد الحياة إلى الاقتصاد السوري، وفتح الباب أمام عودة ملايين اللاجئين، والمغتربين، وكل من يحلم بأن يرى سوريا شامخة كما كانت.
السعودية: راعية التوازن وصانعة الأمل
السعودية اليوم لا تُجيد فقط فن إدارة الأزمات، بل تحترف تحويلها إلى فرص. هذه الوساطة التاريخية كانت تتويجًا لرؤية المملكة في أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالحكمة والقيادة الهادئة. لم تُطالب السعودية بالمجد، ولم ترفع شعارات الانتصار، بل تركت الصورة والقرار يتحدثان.
صورة الأمير محمد بن سلمان وهو يضع يديه على قلبه، لامست قلوب السوريين أكثر من كل الخطب. لقد جسدت لحظة شعور صادق بأن العالم العربي لا يزال يتنفس، ولا تزال فيه قيادات ترى في الإنسان أولاً وآخرًا قيمة تستحق الحياة والكرامة.