عيد فؤاد يكتب:قرار التظلمات يُشعل الـ”شياط” في الزمالك والـ”نواح” في بيراميدز و”كاس” الملاذ الأخير


حالة من الغضب سيطرت على مسؤولي وجماهير الزمالك من ناحية، ومسؤولي بيراميدز من ناحية أخرى وذلك في أعقاب صدور قرار لجنة التظلمات"الاستئناف" قبل عدة ساعات بإلغاء القرار الصادر من رابطة أندية القسم الأول بتاريخ 15 مارس 2025 الماضي والمتضمن اعتماد نتيجة مباراة القمة 130 بين الأهلي والزمالك، باعتبار الأخير فائزا بنتيجة 3 / صفر، وذلك وفقاً للمادة ( 17/4 ) من لائحة المسابقة، وخصم ثلاث نقاط من النادي الأهلي بخلاف النقاط الخاصة بالمباراة التي اعتبر فيها مهزوماً مع تحمل النادي الأهلي جميع الخسائر الناتجة عن فقدان الدخل من العقود التجارية وعقود البث وكافة النفقات الأخرى المترتبة على المشاركة في مباريات المسابقة قبل الانسحاب بناء على مطالبة صادرة من الجهات أصحاب الحقوق وذلك وفقاً للمادة ( ۸/۱۷ ) من لائحة المسابقات .
لجنة التظلمات كانت قد عقدت اجتماعها برئاسة المستشار محمد عبده صالح، وعضوية طارق النفراوي، محمود علاء الدين، سمير كمال، كريم انور وأقرت باعتماد قرار رابطة الأندية "المعدل"، باعتبار الزمالك فائزا بالمباراة بنتيجة 3/0 مع الاكتفاء بخصم الثلاث نقاط الخاصة بهذه المباراة فقط دون خصم ثلاث نقاط إضافية أخرى بنهاية الموسم، نظرا لاعتذار النادي الأهلي عن خوض لقاء القمة لظروف قهرية وهو التوصيف الصادر عن رابطة الأندية للقرار قبل تأييده من قبل التظلمات، معتبرة قرار الرابطة"المعدل" محصّن ولا يجوز الطعن عليه من قبل أي طرف .
وجهة نظري الشخصية أن القرار يمثل الفصل الأخير في حسم مباراة "الأزمة" محليا، ولكن في نفس الوقت فإن التصعيد سيستمر دوليا من قبل الطرفين المتضررين وهما الزمالك وبيراميدز واللذان أعلنا التصعيد لمحكمة "كاس" الرياضية في لوزان بسويسرا كما كان متوقعا، بل أنني قد توقعت شخصيا حدوث ذلك في حلقة "أصداء الملاعب" على قناة النيل للرياضة يوم السبت الثالث من مايو 2025 الماضي بصحبة الزميلة الإعلامية د. إيمان مصطفى، وقلت نصا أن أي قرار سيُصدر عن لجنة التظلمات"الاستئناف" لن يرضي جميع الأطراف، وأنه في جميع الأحوال سيتم التصعيد للمحكمة الرياضية للمتضررمن القرار، وهو ما حدث بالفعل بعد إعلان القرارات للرأي العام .
المؤكد أن حالة الغضب التي وصلت إلى حد "الشياط" وسيطرت على الزمالك إدارة وجماهير، على الرغم من عدم تضرر الأبيض منها بشكل مباشر ليس لها مبرر على الإطلاق، وخاصة أن لائحة المسابقات هذا الموسم قد تم تعديلها قبل انطلاق الموسم الحالي 2024/2025 بموافقة جميع أندية الدوري الممتاز الـ 18 بمن فيهم الزمالك، وبيراميدز، والأهلي،والتي تعتبر الفريق المنسحب من المباراة خاسرا 3/0 فقط دون خصم نقاط إضافية، مع الوضع في الاعتبار أن الأهلي لم يعلن انسحابه رسميا قبل موعد اللقاء مثل الزمالك الموسم الماضي والذي أعلن ذلك صراحة، ولكن الأهلي طالب بحكام أجانب للقمة ووافقت الرابطة وأرسلت المقابل المادي وتكاليف استقدام الحكام لاتحاد الكرة ولكن الأخير تهرب أو رفض بمعنى أدق بحجة ضيق الوقت، ولذلك اعتبرت الرابطة ما تم تطبيقه بالفعل على النادي الأهلي وتم تفسير حالته على أنه اعتذار عن خوض اللقاء لظروف قهرية وليس انسحاب .
أما بيراميدز الذي زاد الـ"نواح" بين مسؤوليه فقد تضرر بشكل مباشر من القرار، وبالتالي كان قراره بالتصعيد للمحكمة الرياضية، وخصوصا أن عدم خصم ثلاث نقاط إضافية من الأهلي صعّب من مهمته في الحصول على اللقب بعد منح الأفضلية للأهلي المتصدر لجدول ترتيب أندية الدوري بمجموعة البطولة بالفعل برصيد 52 نقطة مقابل 50 نقطة لبيراميدزعقب خسارة الأخير المفاجئة من البنك الأهلي 4 /2 .
الخلاصة ..بعد كل ما حدث أتوقع بصفة شخصية ألا تنصف المحكمة الرياضية، ناديي الزمالك أو بيراميدز متضامنين أو حتى منفصلين، وبعد "المط والتطويل" ونظر وتداول الشكاوي المقدمة إليها والذي قد يستغرق عدة أشهر في نظرها وربما يصل إلى العام منذ لحظة تقديمها لـ "كاس"، ستعتبر المحكمة الرياضية قرار رابطة الأندية المحترفة "المعدل"، ومن بعده قرار لجنة التظلمات "الاستئناف" هو شأن داخلي، بما يعني تأييد القرار بشكل ضمني، حيث تم الاستناد للوائح المنظمة للمسابقة المحلية في مصرعند صدور القرار من قبل الهيئتين الرابطة والتظلمات، وبالتالي فإن كلا الناديين لن يجنيا من وراء اللجوء لمحكمة "كاس" سوى إهدار المزيد من العملة الصعبة "الشحيحة"، بل غير المتوفرة أصلا لدى نادي الزمالك على وجه التحديد، نظرا لمروره بأزمة مالية صعبة منذ فترة، مع كثرة الديون المتراكمة عليه للغير، سواء جهات أومؤسسات داخلية وخارجية، وأفراد، لاعبين ومدربين سابقين ..وبالتالي أستطيع القول بالفم المليان "توتة ..توتة ..فرغت الحدوتة " على رأي الإذاعية الراحلة الكبيرة "أبلة" فضيلة .