الإثنين 12 مايو 2025 03:22 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

منال أبو العلا: بطلة رؤية 2030

النهار نيوز

في قلب التحولات العميقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، تبرز منال أبو العلا كرمز حيّ للمرأة السعودية التي كسرت القيود وتجاوزت التحديات لتُثبت أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، ويصنعه الطموح المدعوم بالفرص. فهي ليست مجرد مدربة رياضية أو إعلامية بارزة، بل قصة صمود ونجاح، عكست واقعًا جديدًا رسمته المملكة للمرأة السعودية، واقعًا يقوم على التمكين والانطلاق بلا قيود.
منال، بصفتها نائب مدير الاتحاد العالمي للفنون القتالية IWKBF لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومدير تحرير مجلة SME News في دبي، ومدربة معتمدة في الصحة والتغذية، تمثل نموذجًا نادرًا للمرأة متعددة الأدوار، التي استطاعت أن توفّق بين العمل الإعلامي والقيادة الرياضية والتمكين المجتمعي. لم تكن هذه الإنجازات لتتحقق لولا الزخم الذي وفرته رؤية المملكة 2030، التي وضعت تمكين المرأة في قلب سياساتها الإصلاحية، وفتحت لها أبوابًا كانت مغلقة لعقود.
تقول منال: *"ما كنت أتصور أني أصير كابتن وأتمتع بهذه الشهرة الواسعة إلا مع الرؤية وتمكين المرأة. خلّتني ما أحتاج أحد..سقت, ثابرت، درست، اشتغلت.. وانطلقت."* كلماتها البسيطة تختزل تحوّلًا هائلًا، ليس في حياتها الشخصية فقط، بل في حياة ملايين النساء السعوديات اللواتي شهدن نقلات نوعية في فرص التعليم، والعمل، والتمثيل في القطاعات المختلفة.
تجسّد منال أبو العلا تلك الطموحات التي سعت رؤية 2030 لتحقيقها؛ إذ أدت هذه الرؤية إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 34.5% بنهاية 2023، متجاوزة المستهدف الأصلي البالغ 30%. وتدل هذه القفزة النوعية على أن الخطاب الرسمي لم يكن مجرد شعارات، بل رؤية تنفيذية واضحة أثمرت نتائج ملموسة.
تستمد منال قوتها من التحوّلات الاجتماعية والقانونية التي أرستها الرؤية، والتي شملت تعزيز الحقوق القانونية، وتحسين بيئة العمل، وتقديم برامج داعمة للأمهات والعاملات، وتطوير منظومة ريادة الأعمال النسائية. وكمثال حي، لم تكن منال لتتبوأ مناصب قيادية في اتحادات دولية أو تُحدث هذا الأثر الإعلامي والرياضي دون أن تجد بيئة تشريعية وثقافية باتت أكثر تقبّلًا للمرأة الطموحة، وأكثر حرصًا على دعمها.
وتعكس قصتها نجاح الرؤية في تحفيز نماذج نسائية مؤثرة، تمتلك القدرة على إلهام غيرها من النساء. فاليوم، لا تمثل منال أبو العلا نفسها فقط، بل تمثل جيلًا جديدًا من السعوديات اللاتي يقدن التغيير في مجالات كانت حتى وقت قريب حكرًا على الرجال.
وتؤكد منال أن تأثير الرؤية لم يتوقف عند حدود الوظيفة أو التعليم، بل طال نمط حياة المرأة السعودية بالكامل، فقالت: *"المرأة السعودية كانت قبل الرؤية موقوفة مكتومة.. واليوم لما شافت التمكين، انطلقت."* هذه العبارة تختصر روح المرحلة، وتدل على التحوّل من القيود إلى الانطلاق، ومن التهميش إلى القيادة.
لقد ساهمت رؤية 2030 في كسر الصورة النمطية للمرأة السعودية، التي كانت تُحصر في أدوار تقليدية، وها هي منال اليوم تدرّب، تُحرر، تُلهم، وتُشارك في قرارات مؤسسات دولية. حضورها هو شهادة حية على أن تمكين المرأة ليس رفاهية، بل ضرورة تنموية، وعنصر حيوي في الاقتصاد الحديث، كما أشارت تقارير البنك الدولي التي تربط بين المشاركة النسائية والنمو الاقتصادي المستدام.

منال أبو العلا: استثمار في الوطن
قصة منال ليست مجرد قصة فردية، بل هي انعكاس لمنظومة تمكين متكاملة أطلقتها السعودية، تسعى لتحويل المرأة من مستهلك إلى شريك، ومن مهمّشة إلى قائدة. في هذا السياق، تُعد منال نموذجًا للاستثمار الوطني في رأس المال البشري النسائي، ذلك الاستثمار الذي سيُثمر اقتصادًا متنوعًا، مجتمعًا أكثر تماسكًا، ووطنًا أكثر شمولًا واستدامة.
إن نجاح منال أبو العلا في توظيف هذه الفرص وتحويلها إلى إنجازات فعلية، يجعل منها رمزًا للعصر الجديد في المملكة، الذي تتقاطع فيه التنمية الاقتصادية مع التمكين الاجتماعي. وكما تقول في حديثها: *"سقت،ثابرت، درست، اشتغلت.. وانطلقت."*، فإنها تلخص بذلك روح رؤية 2030، التي لا تعد النساء بالفرص فقط، بل تحفزهن على اقتحامها بكل ثقة.