الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : درس من قلب الميدان ٢٥ يناير ”النبيلة”...ولو كره المرجفون


(. "كنت فاكر الارض ثابته والسنين متكررين …كنت فاكر الجنةابعد من ايادى الطيبين …كنت بضحك قد ما اقدر كنت شايف …الصورة اصغر بعينيا الضيقين …فجاة هز الدنيا صوتكوا والحياة رجعت بموتكوا …والسنة اتسمت يناير شلتوا عن …عينا الستاير وانكشف عالم جميل …درس من قلب الميدان للى خايف من زمان …عدتوا ترتيب المكان واحنا ليكم مديونين".
هذه هي اغنية المطربة"انغام"التي تعد واحدة من اجمل اغاني ثورة ٢٥ يناير التي اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أتت به هذه الثورة الخالدة الي سدنة الحكم بإن أهدافها نبيلة واعتقد بعد الكلام على المطبلين حتى على الأشياء الجميلة في حياتنا والأيام العظيمة في تاريخنا ان يبلعوا ألسنتهم ويعيدوا حساباتهم بعدما كشفهم القول الفصل للقائد
(. وثورة 25 يناير اعظم انتفاضة شعبية في تاريخ الانسانية تهب علينا اليوم في ذكراها برائحة الدماء الزكية التي وهبت حياتها رخيصة من اجل حلم لإنصاف المظلومين وإغاثة المنكوبين وإطعام الجائعين والتخلص من رحى المال الذي طحن عظام الأمة وإنجازات ابنائها حتى أصبح بعض اللصوص آلهة عصرنا المتعددة بدلاً من الإله الواحد.
والشيء الرائع الذي يعطي الامل رغم ضبابية المشهد أن كل أحلام الشعوب تحققت ،فقد طار الإنسان كما كان في الماضي، و يتكلم من في المشرق مَنْ في المغرب كما لو كان أمامه، وأصبح الخيال حقيقة مجسدة بفضل العلوم التي تشق طريقها إلى آفاق جديدة كل يوم.
. اننا فقط محتاجون لإجبار السياسات على الرضوخ لصوت العقل، والإصغاء لصوت الحكماء ، لأن السياسات استولت دائماً على إرث الأنبياء والحكماء وحولته إلى ممالك للسلب والنهب.
ولعل السنة السوداء لحكم "اخوان الشياطين" ليست ببعيدة ، هؤلاء الذين سرقوا حلم امة من خلال تفريغ الدين من مضمونه الاجتماعي والإنساني، وتحويله إلى مخدر بالحديث عن الفردوس القادم، والصمت عن الجحيم القائم، وتبرير كل اعمالهم بان ما يحدث بالأقدار والمشيئة الإلهية زوراً وبهتاناً،.
كانت سنة سوداء لان الحيوانات المفترسة لا تأتي بغناء بلبل أو زقزقة عصفور. كما ان الأفاعي في الغالب تتغذى على بيض الطيور الجميلة وبأجسادها دون أن تحس بأي رعشة من التهام كل هذا الجمال .
لقد كانت السمة البارزة لهذه السنة السوداء خطب الجمعة وهي الوسيلة التي كاتوا يعتقدون من استعمال قشور الدين عبر الكلمات الرنانة تسكين الحالمين بغد افضل ، ودعوتهم للعمل من أجل آخرة بلا دنيا،
فهل تعلمنا دروس السنة السوداء التي مرت عبر الآلام والدماء، بأن علينا أن توجه الاهتمام لخدمة عقل الإنسان وروحه، بدلاً من إعطاء الأولوية لجسده فقط الذي جعلته كل الحضارات المنحطة هدفها الوحيد . .
علينا أن نبني دولة الإنسان بدلاً من السعي المبتذل لبناء دول النمل البشرية.
علينا أن نبحث عن المنهج الذي يقود المصريين إلى السلام، والطمأنينة، ويحقق العدالة ويوفر الكرامة لكل إنسان على ارض المحروسة
علينا ان نعيد للمصري مكانته واحترامه وكرامته كمبدع حمل رسالة التنوير الي العالم من خلال الحكمة التي التي صار بها الإنسان إنساناً، ونوراً من أنوار الحق
ومن لا يرى ان 25 يناير اعظم ثورة شعبية ليس في تاريخ مصر وحسب بل في تاريخ الانسانية اما منافق او جاهل او خائف او خانع او مهزوم او موتور او حاقد او ابله او لص او جبان ، والدليل ان كل دول المنطقة بل العديد من دول العالم التي توصف بانها الراسخة في الديمقراطية تكالبت عليها بعدما هالها ما رأته على ضفاف النيل العظيم سواء خلال ال18 يوم الخالدة في سجل الطهر الثوري لمصرنا الذي سجـل التاريـخ سابـق مجدهـا وشـهـد على عـزها واباها ولشعبها الذي ارضعته مــن ثديـهـا مـبـادئٍ قــد أُصِـلـت فــي ِلـبـاهـا وهم في الأرحـام نطفـة أخـــذت تغـذيـهـم بـكــل ولاهـــاوإبـاهــا،.
او ما اعقب الايام ال18 المبهرة في تاريخنا على الاطلاق ، من مرور شعاع الضوء من حوائط الليل المظلم الطويل بمساندة جيشها العريق ، على اثر سقوط اخر الفراعنة اللصوص وعصابته الذين سطوا على المحروسة وسرقوا في حقائبهم شمسها وهلالها و سهولها وجبالها وصخرها ورمالها بعدما ثـارت براكيـن شبابها الـذيــن تتـيـمـوا بـهـواه و جــادوا بـبـذل نفيسـهـم ونفوسـهـم وخضـبـوا الثرىا بدماءهـم فبلغ أركــان السـمـاء غنـاهـم على انغام الدفـوف ونبضات القلوب حتى الوصول الي لحظات الا ختيار لاول رئيس جمهورية بالانتخاب الحر المباشر ، لان في يقينهم ان الزلزال قادم اليهم ، فالتاريخ علم البشرية ان لكل زلزال في الطبيعة له مركز "البؤرة" ، وايضا في السياسة له مركز هو مصر فحتما سوف يتبع زلزالها ارتدادات تدعى أمواجا زلزالية تضرب عروش وتهز كراسي وتيقظ شعوب من سباتها بعدما ادمنت الخنوع .
تحية في اطلالة هذه الذكرى الرائعة في تاريخنا الي النفوس التي وهبت نفسها لمصرنا
بعدما توسدت الأحلام أعواماً وولم يذوبوا في الزحام وهم الذين تأصلـوا فـي عشقهـا وعـرفـوا حقيـقـة طهـرهـا ونقـاهـا وعلـمـوا بانـهـم للـكـرامـة سكنا في الوقت الذي رهن البعض أرواحـهـم للصوصها صفوة المتنفعين والمتنعمين الذين قتلوا الشعب وأنكرنوا قتله وهو يلتف في الشوارع والازقة والحواري بردان فى كفنه.
فالفـرق شـاسـعٌ لا يسـتـوي اللصوص مع شباب الوطن وانواره الذين علقوا من اجله أوسمة الموت فوق صدورهم وورسموا نجمة في واجهة العصر و فوق حوائط تاريخه المائلة وكشفوا ان كل الطغاة ورق تشحب ألوانهم من زائير الغضب المولود من رحم النار والعشب ،فهم التجلى والانحاء اينما كان فهم المعين الذي لاينض.
(. وفِي هذا اليوم الخالد سلاما لكي يا أم البلاد ،عندما خرج شبابك يوم غضبك ، قادمون من ظهور الظلم، وخارجون
من رحم القساوة والجفاء ، وهالون من دروب البؤس هدير شديد الكبرياءْ
(. السلام عليكي يا بهية الزمان في يوم ثورتك ،أُكتب اليوم عن جموعِ الثُّوَّارِ والملايين التي خرجت في الشوارع والميادين تدوس على الأحزانِ، مرفوعة الجِباهْ ، فرسان راكبين خيول الحلم الزرقاء في ايام البهاء فحولوا احزانك افراح على اهداب السماء في ساعات الفداءْ .
(. السلام عليكي يا بهية الزمان يا مصر ، في يوم عيد ثورتك الشعبية الاكبر والاهم في تاريخك ولو كره الكارهين ، والصلاة عليكي يا جميلة الاوصاف وطيبة الاسماء ، التي بايعها الله عروسا ، منذ فجر الخلود الابدي.
(. السلام والصلاة عليكي يام البلاد يوم غضبك عندما خرج شيايك فلاحين وعمال وطلاب وصنايعيه ، قادمين من ظهور الظلم، وخارجين من رحم القساوة والجفاء وهالين من دروب البؤس هدير شديد الكبرياءْ رفيع الحس مهما كانت شدة البَلاءْ ، ليفدوا عزك بالارواح ، وكان فى كل خطوة لهم نحو فجرك الوضاح يسقط شهيد يرسم بدمه فجر جديد بعدما اقسموا اما الموت او يلاقوا النور بعد قهر الباطل وهدّم قلاع الظلم الطاغى الذي حكم ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ .
(. السلام عليكي يا محروسة من الله في هذا اليوم الذي تمدد غضبك نار وتحرك جموعك ثوار في مواكب تسد عيون الشمس، وتهدر وتهتف كالرعد الذي شق ظلام الليل ليحرج الفجر من ركامه ويدخل ضياءه في كل دار.
(. سأُكتب واكتب واكتب طالما كانَ في نبض القلب حياءْ
،قسما يا مصر ، ونحن نغني نشيد الوفاء ، في اليوم الذي ثار فيه الميدان واتمدد نار وغضب الي كل ارجاء كنانة الله ، فهزم الليل ،والنور منه طل على مصر بالعزة التي إخضرت بدماء الابطال ، لن نرجع شبرا الي الوراء ، وسندق الصخر ختي يخرجٌ لنا زرعا وخضرا.
(. انها ثورة 25 يناير ، نبض الشعب المصري وشريانه الدافق ، الذي منح ام الدنيا عبق الوجود وإكسير البقاء والتي تحل ذكراها من عميقِ الموجِ ومن صُلبِ المياه انها الذكرى التي تتوهجَ عند لحظات التجلي و تنقل بين ارجائي وظلّي .
(. 25 يناير ثورة تركت بصماتها علي خارطة احداث التاريخ وسكبت علي اثرها مداد نور ﻻنها ثورة شعب ضد الظلم وضد عصابة حاكمة وثورة حق ضد باطل .
(. لن ننسى شهداء الثورة فداء لمصر العزة والكرامة الذين شقوا طريقهم الي الخلود كما السهم صلبا لا يلين ، واصدحوا بصوتهم نشيد الحياة الذي زلزل الارض تحت الطغاة ، ومضوا نحو الضوء تبادلهم المحروسة حلو الغناء