السبت 27 يوليو 2024 12:16 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : قنا… تكحل العيون بالسهد وتروي الضمأ بالسحر

النهار نيوز

قنا شاردة من الاحلام وكتب الاساطير ،تناديك اليها مقبلة فاتحة ذراعيها كغانية امتلأت فتنة ودلالاً، تصنع الماس للخيال الذي يولد في لحظة الموهبة، ومنها تؤسس اللحظات التاريخية وتعيش محطات الأزمنة ومراحل انتعاش الروح والعقل والعيون حيث يبدأ السحر من اشارة الجفن وينتهي في ملمس الرمال التي هي اقرب الى ملمس الحرير.

هي ليس مثلها احد لانها درة فريدة على الأرض، ماءُ نيلها مداد وارضها كتاب دون شعاع فضاءات تلاقي التاريخ مع الحضارات وعِناق البحارة الذي اذابهم الشوق الى شاطئها المسجَّرِ بالحنين في لحظة صمت رسمت دهشة الشجن وقتَ اللقاء في أعين نوارِس بيضاءَ تصدحُ.

بين المساحتين «الجفن والرمل» تمتد لحظة العشق لقنا فينعكس سحرها على خصوصية الناظر لتؤكد ان الاماكن خلقت لتكون خاصية الفرد ولذلك ليس بالغريب ان تتجزأ وتتحد عندما تشعر برغبة الخيال ليكتبها بشكل مختلف ينطلق من نافذته خيالات التصور وفلسفة التفكير ورؤى التغيير.متى اشرقت تتحول ضواحيها إلى افراح وزغاريد ولباس ابيض كالنهار الولهان و كأنفاس الطيور والفراش العاشق لكل جمال ونقاء .

تكحل العيون بالسهد وتروي الضمأ بالسحر وتسدل على أكتافها شال حرير مطرز بألوان الاخضر والاصفر ترى في وجهها عبقري التفاصيل ، لحظات رحيل الشمس الى الغروب حيث يكسوها بحلةٍ حمراءَ من شفقٍ تهدل فوقَ شطآنِ الصفاء.

من قال تركتنا او نحن تركنها ، ومن قال ان بهاء العروس في ليلة التجلي هو صورة ، انها بالنسبة لي بهية كل الازمنة والامكان ، تكسرت على راحتها الحانية كل المظالم وكانت رحيمة ان جعلت من ثراها غطاء للظالمين حتى لو كانوا مقبورين ، ابدا لم تنكسر ولن تنكسر ، انها همزة الوصل ما بين نور الحق في السماء وبسط الارض للصلاة ، ابدا لم تنحني ولن تنحني الا للواحد القهار ... نعم يحاولوا تقيدها وتحميلها ما يفوق طاقة قامتها الشاهقة في الكون كنخلة تؤكد الانتماء والاصل ... لكنها كانت دائما اكبر من المحن واكبر حتى من معذبيها ... دامت جميلة لانها كحل العين ودمتي اصيلة لانك قنا

جمال ونقاء