السبت 23 أغسطس 2025 03:02 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : هل تُغرق إسرائيل أنفاق حماس بالغاز و تُميت ملايين الفلسطينيين ؟

النهار نيوز

تأمل إسرائيل والولايات المتحدة في إنجاز عنصر المفاجأة من أجل اختراق أنفاق حماس، وإنقاذ ما يقرب من 220 رهينة، وقتل آلاف الجنود من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، ووفقا لتسريبات صحافية حول الكيفية التي ستقوم بها إسرائيل بمعاونة الولايات المتحدة بتحرير الرهائن الإسرائيليين و الغربيين لدي حماس ، فقد أعدت كل من البلدين خطة ترتكز على عنصر المفاجأة لحسم المعركة، باستخدام غازات محرمة دولياً، وبالأخص غاز الأعصاب وأسلحة كيميائية، حيث سوف يتم ضخ كميات كبيرة من غاز العصاب في الأنفاق .

تُعد غازات الأعصاب القاتلة والأسلحة الكيميائية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي ، وهناك معاهدتان رئيسيتان تحظران الأسلحة الكيميائية هما بروتوكول جنيف لعام 1925 واتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1993، ويحظر بروتوكول جنيف استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات، وجميع السوائل أو المواد أو الأجهزة المماثلة، وتذهب اتفاقية الأسلحة الكيميائية إلى أبعد من ذلك وتحظر تطوير الأسلحة الكيميائية أو إنتاجها أو تخزينها أو حيازتها أو نقلها أو الاحتفاظ بها أو استخدامها أو التهديد باستخدامها.

كما أنشأت اتفاقية الأسلحة الكيميائية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ الاتفاقية، وسبق للمنظمة أن بالتحقيق والتحقق من مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والعراق ودول أخرى.

بالإضافة إلى بروتوكول جنيف واتفاقية الأسلحة الكيميائية، يعتبر حظر الأسلحة الكيميائية أيضًا قاعدة من قواعد القانون الدولي العرفي، أي أنها قاعدة قبلها المجتمع الدولي باعتبارها ملزمة وهذا يعني أن حظر الأسلحة الكيميائية ينطبق على جميع الدول، حتى لو لم تكن أطرافاً في اتفاقية الأسلحة الكيميائية.

يُعد استخدام الأسلحة الكيميائية انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني ويمكن أن يؤدي إلى مسؤولية جنائية للأفراد المسؤولين عن استخدامها، ويمكن أن يكون لاستخدام الأسلحة الكيميائية أيضًا تأثير مدمر على المدنيين، مما يتسبب في حدوث وفيات وإصابات على نطاق واسع.

إن البواعث والشواغل القانونية لحظر استخدام مثل هذه الأسلحة كثيرة ،و لكن أبرزها : أن استخدام الأسلحة الكيميائية عشوائي، أي أنها لا تستطيع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وهذا يعني أن المدنيين من المحتمل أن يكونوا ضحايا لهجمات بالأسلحة الكيميائية.

أيضا يمكن أن تسبب الأسلحة الكيميائية الإصابات الجسدية والوفاة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية والتهاب الرئة والسرطان، يمكن أن تكون هذه الإصابات قاتلة في بعض الأحيان ، فضلا عن تسببها في اضطرابات نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق .

يمكن أيضا أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك التشنجات والاختناق والموت، و يمكن أن تكون هذه الأعراض صعبة للغاية على الضحايا، ومن أبرز هذه الأسلحة الكيميائية غاز الخردل ، وغاز الأعصاب ، وغاز الفوسجين .

إن الأسلحة الكيميائية أسلحة خطيرة يمكن أن تتسبب في إصابات أو وفيات واسعة النطاق، فهل ستتمادى إسرائيل و حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية في الاستخفاف بالقواعد العرفية و التعاهدية للقانون الدولي الإنساني ، وتُميت الفلسطينيين في غزة موتا بطيئا جراء استخدام هذه الأسلحة المحظورة .