الأربعاء 20 أغسطس 2025 09:20 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ناصر شمس تعطـى الدفء حرارتها ويهرب من لظاها كل خائنا

النهار نيوز

ما أشبه الأنجاس بالأنجاس ، الذين ازالوا اسم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر من بعض المواقع والصروح ،كبحيرة ناصر واستاد ناصر ومدينة ناصر وبنك ناصر الاجتماعي ومعاش ناصر واكاديمية ناصر للعلوم العسكرية ،لنسيان زمنه وعصره ، ونسوا أو تناسوا ان هذا الاسم شمس تعطـى الدفء
حرارتها ويهرب من لظاها كل خائنا ،سكن في وجدان الشعب إيمانا وبشري ورافق المجد إسماً وذكري وفي عهده الأرضُ حملت خيرا وبركة والحقول انبتت قمحا وعطرا.
عبدالناصر ايها الخشب في المقاعد كان في ضمير مصرنا نورا يتكون منذ الازل في مساحات التوهج، وقف للفجر حتي طلع وعندما بزع زمنه أنار التاريخ بالفكرة والوعيَ معا وعندما رحل تغطت أم البلاد بالتعب والبحارُ أتخذت شكل الفراغ ، لكنه بقى وسايبقى التوهجَ عند لحظات التجلي*إسما ينمو في ضمير الشعب في كل عصر ووقت.
نعم احببنا عبد الناصر ومازالنا والى اخر يوم في عمرنا لحبه لمصر ، لم نكن مغيبون في عشقه ، ولم نكن مجاذيب في حلقة ذكره ، وانما كنا مشروع امل صنعه فكره المتقدم.
لم يكن حب عبدالناصر على بياض وانما عن وعي عميق من خلال تربية فكرية قادها بنفسه عندما اعلن عن تأسيس منظمة الشباب الاشتراكي في 21 يوليو عام 1966 التجربة الوحيدة الناجحة لاحتواء الشباب وتأهيلهم سياسيا وتنظيميًا لخدمة الوطن .
قل على جمال عبدالناصر ما شئت ولكن لا يمكن ان تغفل انه الحاضر الغائب حتى الان ، بدأ من حزن مصر الهائل يوم وفاته ، فى مشهد لم تعرفه المحروسة من قبل او من بعد والى الآن ، حيث تدفقت الملايين على القاهرة من كافة انحاء مصر لحضور الجنازة و انفجرت المظاهرات الفورية فى كل مكان هاتفين ناصر.. ناصر.. فى تكرار لا نهائى وتحولت القاهرة الى انهار عظيمة من الحزن والالم والغضب والدمع، وارتعش وبكى الرجال كالاطفال وخرجت النساء "تلطم.. وتعدد" كعادة المصريين من ايام الفراعنة و اتشحن بالسواد وكأن من مات هو زوج او اب او اخ .
ان مصر عبرآلاف السنين من تاريخها لم تعرف مثل هذا المشهد من قبل، وان المشيعيين انتظروا على ضفتى النيل، بعمق مئتى شخص فى بعض الاماكن وبطول ضفتى نيل القاهرة وانهم تسلقوا الاشجار واسطح المنازل وراحو يضغطون على حائط الجنود المحيط بالنعش من كل جانب وهم يهتفون "لا اله الا الله.. ناصر ياحبيب الله" ، وراحو ايضا يهتفون "لم يمت جمال عبد الناصر.. كلنا جمال عبد الناصر" وراح العالم يراقب بذهول وهو لايصدق كيف يحزن شعب بهذ القدر على قائد مات بعد ان سبب له اعظم كارثة سياسية فى تاريخه الحديث حيث انهزمت جيوش ثلاث دول عربية امام اسرائيل ، ورحل وماتزال اسرائيل تقبع على ضفة القناة وقد احتلت كل سيناء وكل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وايضا مرتفعات الجولان السورية ، كيف لم يزل فى قلوب هذا الشعب اية مشاعر للحب او التقدير لهذا القائد الذى سبب لهم كل هذا الخراب!! سؤال ربما مايزال الغرب لايفهمه حتى الآن.

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة