الإعلامية نانسي عبدالهادي تكتب: الشوربة المسكوبة!!


تعالوا أقص عليكم حكاية《الشوربة المسكوبة 》 ...
اليوم قررنا نذهب لنفطر مع خالي أنا وماما ، وأن أعد له الافطار ، وكل الأصناف التى يحبها ، ونرجع لنتجمع زى زمان .. وفعلا من اول إمبارح وأنا بجهز للفطار ، وعملت كل اللى ربنا قدرنى عليه ، وتفانيت، وابتكرت ، وافتكست ، وختمتها بشوربة كريمة بالمشروم رااائعة ، وعملتها بحب ، وتفانى ، وشغف ، ومونتها تموينة مبتكرة بكريمة وقشطة، وكل ما تشتهي الأنفس ، وأخدت منى وقت ، ومجهود ، وايدى اتحرقت .
بس كل هذا يهون لأنى كنت اقوم بعملها ، وانا فرحة وسعيدة لأني أعمل شيئ بحُب لاشخاص أحبهم . . . وفى لهوجة الفطار، والاذان سيؤذن بعد عشر دقايق ، وبلحق ألم الأكل ، وأرتبه ف الشنطة ، وماما سبقتنى لتحت ، وانا من فرط خوفى ع الشوربة قررت أمسكها فى إيدى . وأحوط عليها عشان ما تدلقش ، وانا مستنية الاسانسير بعدل شنطتى فعملت حركة هبلة ، وبدون قصد وجدت الحلة انقلبت ، وكل الشوربة انسكبت علي الأرض .
وتحولت كل فرحتى بالفطار النهارده .. لحزن ، ولاقيت نفسى بعيط بحرقة من كل قلبى على تعبى اللى ضاع هدر ، ووقتى ، وشغفى ، وحبى ، ومجهودى ، واهتمامى ، وشقايا اللى راح ، وفرحتى ، وكل استثماراتى النفسية ، والعاطفية ، وتوقعاتى اللى حطيتهم ف الشوربة ، وكان نفسى يدوقوها ، ويدوقوا حاجة حلوة عملاها لهم بحب وشغف ، ورغم إنى عاملة مليون صنف جنبها ، لكن مشوفتش غير كل خيبة أملى فى دلق الشوربة دى .
أنا عيطت عشان استثمرت وقتى ، وتعبى ، ومجهودى ، ومشاعرى ف حتة شوربة ، وزعلت عليها ، وصعبت عليا نفسى أوى ، وعيطت على اللى استثمرته فيها من نفسى ، وروحى ، ووقتى ، وأملى ... فما بال من هانت عليه العشرة ، وباع ، وغدر ، وأخلف ، وخان ، وخذل ، وتخلى ، وأساء ؟!!!
وفكرت لوهلة طيب ده احساسى تجاه حتة شوربة نعمة ربنا اللى هتتشرب ، وتنتهى بعد كده فى دورتها البشرية العادية فى بطننا ، ومنها إلى الصرف الصحى .
أومال اللى بيربوا قطة صغننة ، وهى شهر ، ويلعبوا بيها ومعاها ، ويدلعوها ، ويشوفوها لما تكبر اودام عنيهم ، ويعودوها على حياة معينة ، ويجيبوا لها كل حاجة ... وفجأة كده يقرروا يسربوها ، ويرموها ف الشارع تاكل م الزبالة ، أو تموت جعانة ، أو تبقى عرضة للدهس بس علشان ... زهقوا منها لما كبرت .
ولا اللى يبقى عندهم كلب ، ويحبهم أد نفسه ، ويمكن أكتر من نفسه ، ويتخيلهم اهله ، ويمكن يضحى بنفسه عشانهم ... وفجأة يعرضوه للتبنى ، ويسيبوه مكسور القلب ، وعرضة للإكتئاب ، أو لما تتكسر رجله يرموه ف الشارع لضوارى الشارع ... ينهشوه .
أو اللى بيتبنوا طفل عشان مش بيخلفوا ، ولما ربنا يأذن والأم تحمل ، يرجعوا الBaby تانى بعد ما يكبر ف حضنهم ، ويتعود على دفئهم ، ويحس بالأمان معاهم بعد ما يعرف انهم اهله ، فيقرروا بدم بارد يرموه ، ويرجعوه تانى للملجأ ، والمرة دى يرجع للملجأ بصدمات أكبر زى : الخذلان ، والغدر ، والخوف وجعها اكبر ١٠٠ مرة من وجع ... اليتم نفسه .
أو البنت اللى افتكرت إنها لاقت اخيرا الشخص اللى هيكون لها السند ، والضهر ، والعوض ، والسكن ، والأمان ... بعد ما يوعدها بوعود براقة ، ويجعلها ملكة متوجة على عرش قلبه ، ويعمل لها م البحر طحينة ... وهوووب فجأة يتخلى عنها ، ويخذلها ، ويضحى بيها ، ويسرق أمانها ، ويكسر قلبها ، ويطفى روحها ، ويقتل فرحتها ، وكلامه كله ف الآخر يطلع ... بلح .
أو الست اللى تقرر تسيب جوزها ابو عيالها اللى شقى عليها ، وعلى عيالها ، وكان لها كل حاجة أى ست تتمناها ، وكان حاططها ف عنيه ... ولما يمرض تطلق منه ، وتروح تجرى تتجوز واحد تانى بصحته ، أو تخونه ، أو تسيبه ، وترمى له العيال عشان هو فقير ... وتدور ع الأغنى .
اللى زى دول معنديش لهم غير جملة واحدة بس كفيلة تلخص كل اللى يستحقوه هى : ( حسبنا الله .. ونعم الوكيل . )
[ لا سامحكم الله ، ولا غفر لكم ، ولا عفا عنهم ، ولا أذاقكم الراحة ، أنتم ، وأولئك الذين مروا ، وضروا ، وتركوا فى غيرهم ندوباً شوّهت فى أرواحهم كل شيىء جميل . ]
اللهُم أذقهم من نفس الكأس ، لا زيادة ولا نُقصان ، نفس الشعور ، عدلًا وليس حقداً يا الله .
وكمان اتعلمت م الحكاية دى حاجة :
{ إنك مهما كنت حريص على حاجة بتحبها أوى ، وخايف عليها جداً ، وبتحاول تحافظ عليها بكل الوسائل فكل ده مش ضمانة لك أبداً إنك فعلاً تقدر تحافظ عليها . }




















مصدر أمني : مصرع ثلاثة عناصر جنائية شديدة الخطورة بسوهاج
عاجل..سوهاج .. مصرع 4 عناصر اجرامية شديدي الخطورة بقرية الرشايدة مركز العسيرات
متحرش السرفيس في قبضة وهب الله
ضبط مصنع لحوم منتهية الصلاحية بالإسكندرية
منتخبا النمسا وكوستاريكا للناشئين يصلان الدوحة استعدادًا لكأس العالم تحت 17 سنة...