الثلاثاء 23 أبريل 2024 07:11 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الإعلامية نانسي عبدالهادي تكتب: الشوربة المسكوبة!!

الإعلامية نانسي ابراهيم عبدالهادي
الإعلامية نانسي ابراهيم عبدالهادي

تعالوا أقص عليكم حكاية《الشوربة المسكوبة 》 ...
اليوم قررنا نذهب لنفطر مع خالي أنا وماما ، وأن أعد له الافطار ، وكل الأصناف التى يحبها ، ونرجع لنتجمع زى زمان .. وفعلا من اول إمبارح وأنا بجهز للفطار ، وعملت كل اللى ربنا قدرنى عليه ، وتفانيت، وابتكرت ، وافتكست ، وختمتها بشوربة كريمة بالمشروم رااائعة ، وعملتها بحب ، وتفانى ، وشغف ، ومونتها تموينة مبتكرة بكريمة وقشطة، وكل ما تشتهي الأنفس ، وأخدت منى وقت ، ومجهود ، وايدى اتحرقت .

بس كل هذا يهون لأنى كنت اقوم بعملها ، وانا فرحة وسعيدة لأني أعمل شيئ بحُب لاشخاص أحبهم . . . وفى لهوجة الفطار، والاذان سيؤذن بعد عشر دقايق ، وبلحق ألم الأكل ، وأرتبه ف الشنطة ، وماما سبقتنى لتحت ، وانا من فرط خوفى ع الشوربة قررت أمسكها فى إيدى . وأحوط عليها عشان ما تدلقش ، وانا مستنية الاسانسير بعدل شنطتى فعملت حركة هبلة ، وبدون قصد وجدت الحلة انقلبت ، وكل الشوربة انسكبت علي الأرض .

وتحولت كل فرحتى بالفطار النهارده .. لحزن ، ولاقيت نفسى بعيط بحرقة من كل قلبى على تعبى اللى ضاع هدر ، ووقتى ، وشغفى ، وحبى ، ومجهودى ، واهتمامى ، وشقايا اللى راح ، وفرحتى ، وكل استثماراتى النفسية ، والعاطفية ، وتوقعاتى اللى حطيتهم ف الشوربة ، وكان نفسى يدوقوها ، ويدوقوا حاجة حلوة عملاها لهم بحب وشغف ، ورغم إنى عاملة مليون صنف جنبها ، لكن مشوفتش غير كل خيبة أملى فى دلق الشوربة دى .

أنا عيطت عشان استثمرت وقتى ، وتعبى ، ومجهودى ، ومشاعرى ف حتة شوربة ، وزعلت عليها ، وصعبت عليا نفسى أوى ، وعيطت على اللى استثمرته فيها من نفسى ، وروحى ، ووقتى ، وأملى ... فما بال من هانت عليه العشرة ، وباع ، وغدر ، وأخلف ، وخان ، وخذل ، وتخلى ، وأساء ؟!!!

وفكرت لوهلة طيب ده احساسى تجاه حتة شوربة نعمة ربنا اللى هتتشرب ، وتنتهى بعد كده فى دورتها البشرية العادية فى بطننا ، ومنها إلى الصرف الصحى .

أومال اللى بيربوا قطة صغننة ، وهى شهر ، ويلعبوا بيها ومعاها ، ويدلعوها ، ويشوفوها لما تكبر اودام عنيهم ، ويعودوها على حياة معينة ، ويجيبوا لها كل حاجة ... وفجأة كده يقرروا يسربوها ، ويرموها ف الشارع تاكل م الزبالة ، أو تموت جعانة ، أو تبقى عرضة للدهس بس علشان ... زهقوا منها لما كبرت .

ولا اللى يبقى عندهم كلب ، ويحبهم أد نفسه ، ويمكن أكتر من نفسه ، ويتخيلهم اهله ، ويمكن يضحى بنفسه عشانهم ... وفجأة يعرضوه للتبنى ، ويسيبوه مكسور القلب ، وعرضة للإكتئاب ، أو لما تتكسر رجله يرموه ف الشارع لضوارى الشارع ... ينهشوه .

أو اللى بيتبنوا طفل عشان مش بيخلفوا ، ولما ربنا يأذن والأم تحمل ، يرجعوا الBaby تانى بعد ما يكبر ف حضنهم ، ويتعود على دفئهم ، ويحس بالأمان معاهم بعد ما يعرف انهم اهله ، فيقرروا بدم بارد يرموه ، ويرجعوه تانى للملجأ ، والمرة دى يرجع للملجأ بصدمات أكبر زى : الخذلان ، والغدر ، والخوف وجعها اكبر ١٠٠ مرة من وجع ... اليتم نفسه .

أو البنت اللى افتكرت إنها لاقت اخيرا الشخص اللى هيكون لها السند ، والضهر ، والعوض ، والسكن ، والأمان ... بعد ما يوعدها بوعود براقة ، ويجعلها ملكة متوجة على عرش قلبه ، ويعمل لها م البحر طحينة ... وهوووب فجأة يتخلى عنها ، ويخذلها ، ويضحى بيها ، ويسرق أمانها ، ويكسر قلبها ، ويطفى روحها ، ويقتل فرحتها ، وكلامه كله ف الآخر يطلع ... بلح .

أو الست اللى تقرر تسيب جوزها ابو عيالها اللى شقى عليها ، وعلى عيالها ، وكان لها كل حاجة أى ست تتمناها ، وكان حاططها ف عنيه ... ولما يمرض تطلق منه ، وتروح تجرى تتجوز واحد تانى بصحته ، أو تخونه ، أو تسيبه ، وترمى له العيال عشان هو فقير ... وتدور ع الأغنى .

اللى زى دول معنديش لهم غير جملة واحدة بس كفيلة تلخص كل اللى يستحقوه هى : ( حسبنا الله .. ونعم الوكيل . )

[ لا سامحكم الله ، ولا غفر لكم ، ولا عفا عنهم ، ولا أذاقكم الراحة ، أنتم ، وأولئك الذين مروا ، وضروا ، وتركوا فى غيرهم ندوباً شوّهت فى أرواحهم كل شيىء جميل . ]

اللهُم أذقهم من نفس الكأس ، لا زيادة ولا نُقصان ، نفس الشعور ، عدلًا وليس حقداً يا الله .

وكمان اتعلمت م الحكاية دى حاجة :
{ إنك مهما كنت حريص على حاجة بتحبها أوى ، وخايف عليها جداً ، وبتحاول تحافظ عليها بكل الوسائل فكل ده مش ضمانة لك أبداً إنك فعلاً تقدر تحافظ عليها . }