أيمن سلامة : ذكري رحل الفارس المصري الإفريقي بطرس بطرس غالي


مرت خمس أعوام ونيف ،علي رحيل بطرس بطرس غالي المصري العربي الإفريقي القادم ، ولأول مرة من الجنوب ، ليبهر الشمال المتغطرس بألمعيته ، ويباغت الغرب المتغول بحنكته .
رحل أسطون القانون الدولي ، و فحل المنظمات الدولية ، ومحتكر السابقات، وسيد الإنجازات ، وعظيم الاسهامات ، ومتعدد المناصب ، وكريم المناقب ، وعزيز الشمائل ، و جَوّاد الفضائل .
رحل مهندس السلام ، و الشاهد على استلام المرحلة الأخيرة من سيناء المحررة في العريش ، المعضد لبطل الحرب و السلام حين عزفت الكرة الكاثرة ، لكن رؤيته المبصرة ، وخبرته الذاخرة ، و فطنته الباهرة ، مكنته من إدراك القائم واستشراف القابل .
رحل أول أمين عام لمنظمة الأمم المتحدة يدافع عن استقلالية وحيادية المنظمة من غول "اليانكي "، و التسلط الأنكي ، والتجبر الأشري ، للإمبريالية المقيتة التي ما برحت سُنة تليدة و ممارسات عتيدة للغرب الأبيض .
رحل أول أمين عام لمنظمة الفرنكوفونية وحاز اجماع الدول الافريقية قاطبة لم يحظ به أي أمين عام لأي منظمة دولية .
بالرغم أن بطرس غالي الراحل الكبير تعامل مع الجني الأمريكي في نيويورك ، وبالرغم من إهانة الأمريكية مادلين أولبرايت له غير مرة حين تشبث بالقانون في مواجهة البهتان و الظنون ، للحد الذي سخرت منه وقالت له : " لا تنسي من يدفع لك راتبك " ، فلا مشاحة أن قصر حجتها أطال لسانها ، فغفلت عن أن لكل مقام مقال و لكل منظمة رجال .
هاجمه البعض لفشل المنظمة في يوغوسلافيا السابقة و الصومال ، و كأن المنظمة الدولية لديها جيش جرار عرمرم دائم ، فكان رده الحاسم :الاتهام يوجه للئام الذين رفضوا مطالبات المنظمة ، وفضلوا مصالحهم على مصالح الجماعة الدولية قاطبة ، وكانت مصالحهم الذاتية دوما غالبة .
رحل الأكاديمي المُخبّر ، و الدبلوماسي الأغر، و الوزير الأقدر، فصاغ أول " خطة للسلام " ، و دشن أول " دبلوماسية وقائية أممية " ، وحشد أول " اجتماع رئاسي لمجلس الأمن " .
رحل نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة للشؤون الخارجية فنزع فتيل الأزمات المصرية الإفريقية ، وأعاد مصر للاشتراك في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام الدولية ، بعد عزوف دام ما يربو عن ثلاثة عقود 1961-1991 ، فذهبت قوات حفظ لسلام المصرية إلى يوغسلافيا السابقة والصومال في بداية التسعينات في معتركين حاميين الوطيس .
رفض غالي الإذعان للتسلط الأمريكي على حساب الأمم المتحدة ، و رد علي مبارك بحماسة متقدة : " يا ريس الفيتو الأمريكي على تجديد ولايتي أثقل ميزان ،وأسطع تبيان لما حققته للأمم المتحدة " .
رفض غالي قرار السادات تعويض أسرة باشا غالي عن التأميم الذي طال أسرتهم عام 1952 قائلا : " أرفض أن يتم تمييز أسرتي على أحد أحاد المصريين " .
كان الفقيد مقاتلا عنيدا ، وبطلا صنديدا ، و الصورة دوما أصدق من الكتب ، فالمباحثات الماراثونية في كامب ديفيد عام 1979 لم تكن مفاوضات الحملان و لا مشاورات الحيتان ، بل كانت قتال الأضداد ونزال الأنداد ، وكان هناك في ساحة الوغي ، الأسمرالرهوان بن النيل الديدبان .
أما قبرص عام 1978 وحين سحبت مصر اعترافها بقبرص بعد الحادث الإرهابي ضد طائرة الركاب المدنية الفلسطينية ، لم يجد السادات أذكي من غالي كي يغامر به في الحادث الأنكي ، ففعلها غالي و عاد بأبطال الصاعقة المصرية بقدهم وقديدهم ، وكامل أسلحتهم و معداتهم من مطار لارناكا القبرصي .
أما العريش فقد شهدت أبرز " إنذار " باللغة الدبلوماسية و القانونية وجهته مصر لإسرائيل في أبريل عام 1982 على لسان بطرس غالي ، حين رفضت إسرائيل الانسحاب عن الموعد المجدول مسبقا .
ختاما ، لم يفلح غالي في منصبه ولم يرتفع في مرتبه بدون جهود الثلة المنتقاة من الدبلوماسيين المصريين : هشام الزميتي ، وفايزة أبو النجا ، و محمد العرابي ، وعلى الحفني .



















مصدر أمني : مصرع ثلاثة عناصر جنائية شديدة الخطورة بسوهاج
عاجل..سوهاج .. مصرع 4 عناصر اجرامية شديدي الخطورة بقرية الرشايدة مركز العسيرات
متحرش السرفيس في قبضة وهب الله
ضبط مصنع لحوم منتهية الصلاحية بالإسكندرية
منتخبا النمسا وكوستاريكا للناشئين يصلان الدوحة استعدادًا لكأس العالم تحت 17 سنة...