داليا عطية تكتب: والدي العزيز. شكرا

والدي العزيز:
شكرًا جزيلًا للمحبَّة والعَطَاء، شكرًا لعَطف ملوش حدود لا يَنتَهي، شكرًا لقلب ملَاه جمال وخير ونور، شكرًا لعين متشوفش غير حلو المواقف .. والمعاني بين السطور.

والدي العزيز:
شكرًا لروح مليانه دعم للجميع، مليانه رحمة للعدو قبل الحبيب، مليانه صبر في كل مِحنه وابتلاء، علشان يقينها بإن مهما يكون ما كان ، لازم يزورنا الحق جهرًا لو بعد حين.

والدي العزيز:
شكرًا لأن الحب فيك أحلى الخِصال، شكرًا لأن العِزة عندك مفيهاش فِصال، شكرًا لأنك ضد إنك ترتكب، أخطاء لأنك جنب كرهك للخطأ، كاره تكون في يوم بموقف الاعتذار.

والدي العزيز:
شكرًا لأن العِلم منك كان جميل، يِشبِه كتاب للمُبدعين المُثقفين، يِشبه خُلاصة الحياة طول السنين، يشبه نجاة من حُفرة الظّالمين .. والماكرين والمأجورين .. يِشبه لمنهج حطُّه خير المُرسلين، سيدنا النّبي في سُنّتُه، لجل ما يصيبنا الخطر، ولجل ما نفوز وننتِصِر.

والدي العزيز:
شكرًا لأن عنيك وَقودي للفلاح، دايما بشوف فيها الحماس .. والرجاء بالنجاح، دايما بتتوسل بدون أي كلام، وتقول بحنية وتواضع والتزام، ماتخذلوش ظني فيكم مهما كان.

والدي العزيز:
شكرًا لأن السيرة عندك أغلى كنز، وأغلى ثروة ممكن يجمعها الإنسان، شكرًا لأن الطوب في نظرك مش مطبّ، لكنه معنى لخوف عدوك من الانتصار، ومدام يخاف يبقى ده معنى لقدرتك، على ان اسمك يبقى يوم وسط العِظام.

والدي العزيز:
شكرًا لحِكمة وضَعْها فيك ربّ البشر، فكانت دوا للقاصدين، وفكّ عُقدة للعاجزين، وحياة جديدة لليائسين، ولأن نشئِتنا كانت في حضرِتك، فميراثنا منها لم يكن أبدًا قليل.

والدي العزيز:
شكرًا لأن الامتنان أسلوب حياة، دايما نشوفك تِقرّ بيه ولا تِنساه، شكرًا لأن الذوق ترفُّع عن الصّغِار، مش كلمة حلوه في وش مَن تِخشى هِجاه.

والدي العزيز:
شكرًا لأن الحب فيك لا يَنتهِ، والرحمة عندك للجميع وبدون شروط، والصبر فيك يكاد يكون مَثَل عظيم، لمريض مكلّش يوم ولا لحظة اشتكى، ولا الألم خلّاه يقول حِملي اكتفى، ولا السنين صابِت رِضاه عن مِحنتُه، علشان حقيقي صبرُه الجميل ملوش حدود.

والدي العزيز:
شكرًا لأن بكُل ده شكّلتِني، وبكُل ده خلتني اكون شبهك كتير، إنسان جميل، صَبور حَكيم، وعشان طريقُه مُستقيم، واثق تمام من خَطوِتُه، مهما الحياة تهزّ فيه والناس تحاول تزعِجُه، يكون تمام كما البخور، محروق ولكن .. بالعبير بيمدِّني.

والدي العزيز:
شكرًا لأن الدنيا فعلًا مهما جَت، والنجاحات والمكانات مهما كانت، في الحقيقة يَعنيني بس شيء وحيد، ان إسمك بعد إسمي في البطاقة، وده ياأحلى صَديق وصاحِب هو الجَميل.
الأب يا جماعة