الرواية الذاتية للفنان احمد الجنايني
د. هبة الغنيمي تكتب: تحية الي ”عاريات” مودلياني


تحية الى تلك الذاكرة العارية من الزيف و المغرقة في مصدر النور و الشفافية ، تلك الذاكرة التي تستل نورها من الألم ، الاغتراب ، شغف المعرفة الحقة للذات و جلال الفن ، و لهذا العالم الذي تلون بفيض من سر الأثير .
تحية لتلك اللغة التي تمشي على صراط الجسد البديع و تنثر الدرر يمنة و يسارا تزرع حب الحبيب لتعبر بطفل الابداع الى بر السلامة .، بعد ابحار و ترحال و شوق غالب المدى و فتح أوسع الأبواب بعد أن تسلل من أضيقها فقط ليلتقي الاتساع و يشاركه كوب الشاي تحت صفصافة الضوء، و تتبادل الرأتان عطرا أثيريا ذو عبق سرمدي .
ذرة أبدية تلك التي تسري في قلب طائر دلتا مصر المهاجر بالحلم ... الفنان أحمد الجنايني .
تحية لفنان تحتفظ ذاكرته بقمم الجمال ، أرزية القامات ترقص على موسيقى لغته الأدبية الفريدة ، تقفز بين أرض الغربة و أوطان السماوات .، تدق شعلتها على جبل النور القابع في أول الخلق ، قلبه كالأرض التي نشأت عليها أول الحضارات " مصر" ، تلك الحضارة التي تعتز بالأرض ، لكنها لطالما رحلت بفكرها القديم الى الأفلاك التي تدور بالسر و التجلي .
لا أراه عملا ابداعيا يرى بعين النقد ، ربما لأني لست بناقدة ، أراه عمل يرى بعين القلب و يلف في فضاءات التشكيل و الابداع لفنان أسره الجمال و تملكته تفاصيل سره .
اللذة و الأم ، العتمة و الضوء وجهان لمنحوتة الحياة عند أحمد الجنايني ، و ذاكرة الوجدان عنده هي طوطم المحراب في عمق معبده ، روحه طائر بجناحين يقف على رصيف المحبة في انتظار القطار الى الأفق الخلاق ... دوما .
كاتب و فنان تشكيلي يستنشق روح اللون ، و هو من عالم " مصر القديمة " ، هذا العالم الملبد بالحكمة و الصبر و الجنون كما قال هو في روايته الذاتية .
و أخيرا ... الى الفنان أحمد الجنايني أهدي جملة كتبها هو مع اضافة بسيطة :
" رائحة اللون – عندك – تمنح الأعضاء متسعا من براح الأزمنة "