السبت 23 أغسطس 2025 10:04 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. نبيل بوغنطوس يكتب: بين تل أبيب وموسكو: القلوب مليانة

النهار نيوز

ما إن بدأت روسيا بشن حربها على أوكرانيا، حتى بدأت تنظر بعين الريبة، الى الدول التي استنكرت العملية، وهي دول وقفت الى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في استنكار العدوان الروسي على اوكرانيا. وما ان سارعت اسرائيل الدولة الشرق اوسطية، بدورها الى استنكار الاجتياح الروسي لجارتها الصغيرة اوكرانيا، حتى قامت الحكومة الروسية بخطوات رفعت من حدة التوتر ليس فقط على مستوى التصريحات الدبلوماسية، وانما من خلال إجراءات اتخذت على الأرض،

حيث رفعت وزارة العدل الروسية شكوى أمام محكمة في موسكو، ضد وكالة "سخنوت" اليهودية التي تساعد اليهود على الهجرة إلى إسرائيل، مطالبة بإغلاق فرع الوكالة في روسيا لانتهاكها القوانين الروسية. الامر الذي شكل حالة صدمة لدى الجانب الاسرائيلي، الذي لم يسكت على الضيم، فوجه رسالة قاسية الى الروس، بالنار هذه المرة، مستهدفا مرافئ سورية على شاطئ المتوسط، في طرطوس واللاذقية، مستهدفا مواقع ومراكز ايرانية واخرى لحزب الله ومثلها لقوات النظام، ومن دون ان ينسق بخصوص هذه الضربات كما كانت تجري العادة مع الجانب الروسي، وان كان الامر يقتصر على اعطاء خبر بالعمليات قبل دقائق من التنفيذ مع تحديد المسار والمدة والاهداف الخ...خصوصا وان البعض في اسرائيل يفسر كذلك، ما يحصل من الجانب الروسي، على انه دعم لبن يمين نتنياهو على حساب رئيس الحكومة الاسرائيلي يائير لابيد قبيل الانتخابات في إسرائيل في المقبل من الايام.

في نفس السياق، اتت الحرب على غزة أو عمليّة الفجر الصادق كما سمَّتها إسرائيل أو عمليّة وحدة الساحات كما أطلقت عليها حركة سرايا القدس، عشيّة الخامس من آب 2022، لتعمق الهوة المستجدة بين موسكو وتل ابيب، خصوصا مع اطلاق تسريبات اسرائلية مفادها ان موسكو قد تكون زودت مباشرة او بطريقة غير مباشرة، المسلحين الفلسطينيين باسلحة وصواريخ روسية الصنع، وهي قد تكون وصلت اليهم ايضا عبر ايران واذرعها المسلحة في المنطقة، في محاولة لخلق توازن رعب بين الجيش الاسرائيلي والمنظمات الفلسطينية. لكن في المحصلة، استهدفَ جيش الدفاع الاسرائلي مواقع لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ولا سيما ذراعها العسكري سرايا القدس، وتمكن من تحييد القياديينِ في سرايا القدس: تيسير الجعبري قائد المنطقة الشماليّة، و‌خالد منصور قائد المنطقة الجنوبيّة، قبيل اقرار وقف اطلاق النار بوساطة مصرية.

ومن الملفت ايضا، ما حصل في موسكو يوم السبت الماضي، حيث تسبب انفجار سيارة مفخخة، بمقتل داريا دوغينا ابنة المفكر القومي الروسي ألكسندر دوغين، الذي لطالما دعا لضم أوكرانيا وإنشاء "إمبراطورية روسية" جديدة، وهو المقرب جدا من الرئيس بوتين. ويؤكد خبراء في الشأن الروسي بأن المستهدف من وراء الهجوم هو دوغين وليس ابنته رغم تأكيدهم على أن عملها الصحفي ونشاطها السياسي، فضلا عن مواقفها وشهرتها تجعلها مستهدفة اكثر من والدها.

ورغم ان أجهزة الأمن الروسية، وجهت رسمياً، أصابع الاتهام إلى «الأجهزة الخاصة» الأوكرانية بقتل ابنة الفيلسوف المقرب من الكرملين، فان الحروب بين اجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم، وعلى الارض الروسية اليوم، وفي ظل الحرب مع اوكرانيا، تفتح باب التكهنات واسعا، حول المخططين والمنفذين والمستفيدين، من دون التلميح مباشرة وبالواسطة الى دور اسرائيلي في العملية، قد يكون اقتصر على اعطاء معلومات استخبارية، لمن يقف وراء العملية.

في المحصلة، القادم من الايام، له ان يؤكد الى اين تسير العلاقة بين موسكو وتل ابيب، واين هي حدودها.

5c252210f80854f9f1d628afca546e24.jpg
اليهود روسيا حرب غزة أسلحة