السبت 23 أغسطس 2025 04:28 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : لماذا تنسحب قوات حفظ السلام من جزيرة تيران لأول مرة منذ عام 1983 ؟

النهار نيوز

منذ انتشارهم في سيناء والنقب عام 1983 تنفيذا للاتفاق الدولي الثلاثي الذي أبرمته كل من الولايات المتحدة الأمريكية ،و مصر، و إسرائيل في عام 1982، ستنسحب المفرزة البحرية الصغيرة لقوات المتعددة الجنسيات و المراقبين من جزيرة تيران لتباشر مهامها وفق اتفاق عام 1982 من داخل الأراضي المصرية بادئ ذي بدء من المهم التأكيد أن الفيتو السوفيتي عام 1979 علي تمديد ولاية قوة الطوارئ الدولية الثانية للأمم المتحدة المنتشرة في سيناء بعد حرب أكتوبر عام 1973، شكل الرافعة القوية للدول الثلاثة لتعقد ذلك الاتفاق الثلاثي في عام 1982 بغرض الإشراف علي ومراقبة تنفيذ الدولتين المتحاربتين ( سابقا ) مصر وإسرائيل لمعاهدة السلام المبرمة بين الدولتين في عام 1979 و أهمها البروتوكول العسكري المختص بتنظيم القوات المصرية في سيناء و القوات الإسرائيلية في صحراء النقب .

جلي أن الظروف التاريخية و الجيوسياسية تغيرت تغيرا دراماتيكيا في المنطقة ،و خاصة تجاه العلاقات مع إسرائيل، ولذلك من المهم الإشارة إلي رفض إسرائيل الحاسم تدخل الإدارة الأمريكية لديها في عام 1968 من أجل رد الجزيرتين السعوديتين تيران وصنافير للسعودية بعد زيارة العاهل السعودي الراحل الملك فيصل للولايات المتحدة الأمريكية.

نافل القول أن المطلب السعودي الرسمي للحكومة المصرية برد الجزيرتين -التي سيطرت عليها مصر لأول مرة في عام 1950 بطلب سعودي تجدد في مؤتمر القمة العربي ببيروت – لبنان عام 2002 وحينها أجاب الرئيس المصري مبارك العاهل السعودي : " إن مصر تؤكد السيادة السعودية علي الجزيرتين تيران وصنافير وستردهما مصر للسعودية حال استقرار الظروف الإقليمية في المنطقة ، في إشارة للرفض الإسرائيلي في هذا الشأن "

طلي أن انسحاب القوة متعددة الجنسيان و المراقبين من جزيرة تيران السعودية و لأول مرة، وبما تمثله الجزيرتين من أهمية استراتيجية لمصر والسعودية وإسرائيل و الأردن و الملاحة العالمية بحلول نهاية عام 2022 قد يعزز فرص الاتصال في المستقبل بين السعودية وإسرائيل ، واحتمالية تدشين علاقات ثنائية رسمية بين البلدين .

سبق أن صرح مسؤول إسرائيلي كبير مؤخرا إن إسرائيل "لن تعترض" على إعطاء مصر الضوء الأخضر لتسليم الجزيرتين للسعودية كخطوة نحو أي تطبيع للعلاقات بين الرياض والدولة اليهودية، كما ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن الرياض تعهدت بإبقاء الجزر منزوعة السلاح، والسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر المضيق ، و صرح أيضا البيت الأبيض أمس الجمعة ، إن المملكة العربية السعودية تعهدت باحترام "جميع الالتزامات القائمة" فيما يتعلق بالجزر ، مما زاد من الآمال في التوصل إلى اتفاق.

جديرة بالذكر أن جزيرة تيران – غير المأهولة بالسكان - تستضيف مطارًا صغيرًا لقوات حفظ السلام – و تبلغ مساحتها حوالي 61 كيلومترًا مربعًا، بينما تبلغ مساحة جزيرة صنافير ، إلى الشرق ، حوالي نصف هذا الحجم فقط ، ولم تتواجد أو تسيطر القوات المسلحة المصرية علي الجزيرتين تيران و صنافير سوي قرابة نيف و ستة أعوام منذ يناير 1950 حتي حرب السويس في يوليو عام 1956 .

ختاما ، انسحبت القوة متعددة الجنسيات الدولية من جزيرة تيران وفقا للإرادة السعودية و ستباشر ذات الوظائف و المهام الموكلة لها بموجب اتفاق عام 1982 من داخل الأراضي المصرية المتاخمة لمنفذ مضيق تيران الصالح للملاحة العالمية .