الكاتب الصحفي خالد السودي يكتب: ثقافة الاختيار

أجمل ماكشفه مسلسل الاختيار ٣ هي بعض الحقائق الخفيه و الغائبه من بسطاء الناس حول طريقة تفكير الاخوان المسلمين والتيارات الدينية .. ورؤيتهم للحكم والوطنيه وعقيدتهم في الانتماء للبلد .

* السياسيون يعرفون بعضهم بعضاً .. ويستخدمون بعضهم البعض ويلعبون بالبيضه والحجر وفق " براجماتية " السياسة و إيدلوجياتها لكن البسطاء في الوطن العربي والاسلامي ينخدعون بالدين .. و تختلط عليهم مفاهيم نواهي الخالق عز وجل وتوجيهاته ومتطلبات الحياة للبشر .

* بسبب التجاذب الديني والاستقطاب المذهبي والتعصب المناطقي او الجهوي والجهل السياسي .. لم يتمكن المواطن العربي - المتدين بطبعه - خلال عشرات السنين الماضيه من فك الارتباط بين من يحكم وكيف يحكم .. ولم يتمكن من فرض خياراته وفق رؤية كيف يحكم و كيف سيحكم وماهو برنامجه السياسي وماذا سيقدم للفرد والمجتمع ؟! .

* لم يتمكن المواطن العربي البسيط و حتى بعض النخب من فرض ثقافة " الاختيار " للحاكم وفرضه او حتى الضغط على نظم الحكم لتعديل طريقة ومنهجية الادارة والاداء حتى في الانظمة الوراثية .

* .. لم تُستوعب مسألة .. ان لكل انسان حرية الاعتقاد والعبادة لكن على الحاكم انتهاج طريقة لتقديم الخدمات للناس وفق متطلبات الحياة الكريمة ومبدأ المواطنه المتساوية .. سواء نبتت تلك المتطلبات من الارض والجبال او هبطت من السماء .

* نحتاج الى وعي مجتمعي اكبر و إرادة سياسية جبارة لتغيير واقع الحياة و تحييد رجال الدين عن الخوض في الشريعه والسياسه وعلم الذرة و قواعد الاقتصاد كما نحتاج الى إحترام التخصص يا تكون رجل دين ووعي وتقوى و إيمان .. ياتكون رجل سياسه و وتلعب لعبة " المصالح " ..و يا تكون تاجر تهتم بالمال او تكون حاكم همك خدمة الناس ..

* مستقبلنا يحتاج لكثير من تفاصيل الماضي .. وكثير من مفاصل الأحداث .. الاخوان المسلمين في مصر سقطوا بالضربه القاضيه سلمهم المشير طنطاوي رحمه الله لمصر بصبر و حكمة ودهاء حتى تكشفت اوراقهم ونواياهم .. اما الرئيس السيسي فقد أطلق عليهم و التنظيم الدولي رصاصة الرحمة ودق المسمار الاخير في نعش مشروعهم السياسي .

* صَنعت الاحداث في المنطقة فرص للاخوان المسلمين للسير في ركب الشعوب وعدم التستر برداء الدين .. في اليمن كانوا جزء من منظومة الحكم منذ ١٩٧٨ بشكل و اضح وفرطوا في تنمية تلك الفرصة با حلام " بورات " ٢٠١١ خاصة كهول حزب الاصلاح .. فيما لديهم نخبه واعية من القيادات الشابه القادره إن اعطيت الفرصه على صنع التغيير وتطوير الفكر والاسلوب وتجديد الخطاب وتحسين النهج والنوايا .. وفي تونس لم يلتقط الغنوشي ورفاقة رحلة الوعي التي تعلموها في البلدان الاوربية اضاعوا البوصلة ايضاً بسبب النهم على الحكم والتمكين وحب السيطرة و تعميق قسم ضبط الجودة و تكريس مفهوم : من ليس معي فه ضدي .

* محاولات ايجاد انظمه سياسيه " ثيوقراطية "ستظل تنخر في عمق الوعي العربي والاسلامي ولن تيأس لكن الشعوب باتت اكثر دراية وتحصين ومعرفة .. مع استمرار نمو الوعي الإيجابي وبرامج التوعية والثقافة .. و إن نجحت بعض المحاولات هنا او هناك من احزاب تدثرت بالدين وتلحفت بالمذهبية سنيه وشيعيه الا انها محاولات وقتيه بائسة ستفنى عاجلاً او آجلاً .

آخر السطور :

- زميل ال GYM الممثل والفنان الكبير ياسر جلال جسد دور فخامة الرئيس السيسي بكل حرفيه ومهنية ..

- الدراما المصرية عادت للريادة في السنوات القليلة الماضية لتمثل واجهة هامة للمتعة و للتوعية وصنع الأحداث وتوثيقها .