السبت 23 أغسطس 2025 08:17 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. نبيل بو غنطوس يكتب: حرب روسيا على أوكرانيا في مرحلتها الثانية...أخطار كبيرة

د.نبيل بوغنطوس
د.نبيل بوغنطوس

أخطار كبيرة تنتظر العالم لم يهضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القيصر الجديد، فكرة ان حربه على اوكرانيا، وبعد مضي نحو اربعين يوما على بدءها، لم تحقق ايا من اهدافها، لا بل زادت بلاده عزلة، واجهزت على الكثير من آلته الحربية، واستنزفت مقدرات عسكرية لم يكن يتوقع ان تصل الى هذا الحجم.

حاصر اوكرانيا من عدة محاور، حاول الاطباق على عدة مدن، ووجد نفسه هو المحاصر عالميا، اقتصاديا وماليا وصناعيا وعلى الكثير من الصعد.

جردة سريعة لخسائر روسيا منذ بدء الحملة على اوكرانيا وحتى اليوم، تظهر ان ما خسرته، اكثر واكبر بكثير مما كانت تتوقع ان تحققه.

يكفي ان صورة موسكو في العالم، اهتزت بشكل سلبي، ولم يعد من السهل والممكن اعادة تلميعها، فباتت الدولة المعتدية، والمارقة، والمغتصبة لحقوق جارتها.

صعب على بوتين ان يتراجع، عما كان من النفس به، وفي هذا مأساة تزيد المآسي الواقعة على الجارة اوكرانيا.

عاد الى تجميع قواته، وحشدها في اماكن مختلفة،،ووضع قيد التنفيذ خططا جديدة، ايذانا ببدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية على اوكرانيا، ومن هذه اللحظة، ابلغ القيمين على المرحلة الثانية من الهجوم، انه ممنوع الفشل والتراجع بعد اليوم، وهو كلما يقرأ تقريرا جديدا عن نتائج المرحلة الاولى من العملية العسكرية، يغرق في اوهامه اكثر واكثر، ويكابر اكثر فاكثر، ويرفض الاعتراف بموضوع خسارة بلاده لآلاف الجنود، وآلاف القطع العسكرية الحربية، وتراجعها عن الكثير من المواقع التي وصلت اليها داخل الاراضي الاوكرانية، ناهيك عن عملية فرار مئات الجنود وعصيان فرق كاملة للاوامر العسكرية الخ...

قيل ان اخطاء في التقديرات اللوجستية، اوصلت الحملة الروسية الى النتائج التي وصلت اليها، ويقال ان كثير من الضباط العسكريين والامنيين الروس، دفعوا ثمن الخطأ في التقدير، وتحملوا مسؤولية الخسائر التي مني بها الجيش الروسي.

على اعتاب المرحلة الثانية من الحملة على اوكرانيا، لا يبدو ان النتائج ستكون افضل بكثير من الحملة الاولى، فمن ساعد الجيش والمقاومة الاوكرانية على الصمود، مستمر في تقديم يد المساعدة، ونعني به الغرب الذي يتجه الآن الى مضاعفة التقديمات، من اسلحة وذخائر واموال، ستجعل من مهمة الجيش الروسي في اوكرانيا، مهمة في وسط جحيم ومستنقع من نار.

الصراع بين القطبين الكبرين في العالم عمره عقود، وانتقل على الارض من مكان الى اخر ومن دولة الى اخرى. اميركا واجهت الفييتناميين المدعومين من الاتحاد السوفياتي يومها وخسرت، وروسيا واجهت طالبان وبعض من الشيشانيين تدعمهم الولايات المتحدة وخسرت، وهكذا دواليك، كل يكمن للاخر، في انتظار السقوط الكبير. ومن ناحيته، ان ادرك بوتين ان مصيرالمرحلة الثانية من الحرب على اوكرانيا الفشل ايضا، فهل يقدم على خطوات تجعل من العالم على اهبة الدخول في حرب عالمية ثانية، هل يقدم على خطوات تجعل من استخدام السلاح النووي في حربه خيارا استرتيجيا مفتوحا.

ويسأل ايضا الى متى سيظل العالم يتفرج على دول تحاول اغتصاب جارتها واحتلالها بالقوة وقضم اجزاء منها، كما يسأل الى متى ستبقى شهية دول وطمعها بجاراتها بعيد عن التفجر والارتسام على ارض الواقع، والامثلة بالعشرات، الصين وهونغ كونغ، الصين وتايوان، الكوريتين الشمالية والجنوبية... اخطار كبيرة تنتظر العالم، فور ان تضع حرب روسيا على اوكرانيا اوزارها، لان نفس السيناريو سينتقل الى بقعة جديدة في العالم.

كارثه العالم حرب اخطار روسيا