الأربعاء 8 أكتوبر 2025 04:47 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

” شروق كمال ” تكتب : أهلًا بكم في عالم المتوحدين

النهار نيوز

الأمر ليس له علاقة بمرض التوحد، وإنما أناس يعيشون في عالم مليء بالأكاذيب والألاعيب
لا تعلم هل هو عالم للأذكياء فقط أم للخبثاء فقط؟
أناس يتلاعبون بالألفاظ والكلمات على أهوائهم
وهل لأصحاب الفطرة مكان وسط هذا العالم؟ أم لهم عالم آخر لم يعلموا عنه شيء حتى الآن؟

المتوحدون هم أناس يشعرون دائمًا وأبدًا بأنهم لوحدهم حتى لو وسط مئات من الأشخاص.
يتهمهم البعض بأنهم شديدو الإحساس ولكن الحقيقة ليست كذلك.
الحقيقة بأن المتوحدين ينقصهم فهم الآخرين، يتعاملون مع الناس كما يتعاملون مع أنفسهم ويظنون أن المعاملة بالمثل.
يحسنون الظن، يصدقون دائمًا وأبدًا بأن الخير هو الأغلبية وأن الشر لا يوجد منه سوى القليل، وأن النفوس المريضة والضعيفة يجب معالجتها قبل أن تؤدي إلى أذية الغير.
المتوحدون موجودون في كل مكان وفي كل زمن ولكن لا يفهمهم أحد، البشر يريدون تغيير المتوحد إلى عالم الأغلبية ولكن لا يفهمون بأن صفاتهم وطباعهم بفطرتهم ولا يريدون تغييرها.
يحاول المتوحد دائمًا أن يندمج في المجتمع ويتصرف كما يتصرف المجتمع ولكنه يصطدم في بعض الأحيان ببعض المواقف التي يتصرف بها بفطرته ويشعر بالإهانة وهزة في ثقته مرة أخرى ويرجع للخلف ألف خطوة ويشعر بأن عدم الاندماج ومحدودية الحديث هي الملجأ لعدم الانكسار والملجأ لعدم ذرف الدموع في وضح النهار ووسط الناس الذين لا يعرفهم ولكنه حينها يشعر بأنه يريد البكاء فلا يستطيع الصمود وتنزل دموعه.

من صفات المتوحدين بأنهم لا يمتلكون السيطرة على مشاعرهم، عندما يريدون البكاء فسوف يبكون حتى لو وسط مئات من الحشود الذين لا يعرفوهم، ومن صفاتهم أيضًا التعبير عن حبهم للآخرين في أي وقت، إحساسهم دائمًا بالحب والثقة الزائدة في البشر هو سبب معاناتهم واصطدامهم بالواقع يجعل المتوحد يفكر هل نعطي لهذا العالم فرصة ثانية أم نعيش فقط ونتعامل بسطحية مع كل البشر إلى أن يأخذ الله أمانته.

إذا كنت ترى في نفسك هذه الصفات فاعلم أنك من المتوحدين وأهلًا بك في عالم المتوحدين

ما هو الحل!
إذا كنت تنتظر مني الحل، فأنا لا أعلم
لأني وبكل بساطة من المتوحدين وأفتخر ولا أريد التغيير، أشعر بأني بخير هكذا، لا أنتظر تغيير العالم ولا تغيير نفسي، كل ما أنتظره هو مقابلة المتوحدين أمثالي لكي نعيش سويًا من دون صدمات ولا اصطدامات.

ولكن لحين هذا الوقت هل سيصمد المتوحد في ظل هذا العالم المليء بالدمار والحقد والحسد؟

هل سيظل يعاني المتوحد من كسرة النفس والتنمر أم سيعرف كيف يرد مع كل ضربة يتلقاها؟

بالمناسبة المتوحد ليس ملاكًا وإنما هو إنسان يخطيء ويصيب.

شروق كمال عالم المتوحدين