البحث عن الضحكة


نمر في حياتنا بأشياء كثيرة، ومشاعر مختلطة، ولكننا دائمًا نبحث عن الضحكة الصافية النابعة من أعماق القلب.
رغم كل المشاكل والظروف، نجري لسماع نكتة لذيذة تضحكنا وتنسينا الهموم.
هناك شخص الضحكة بالنسبة له عند إنجاز عمل مهم، أو عند سماع مدح له.
وهناك شخص آخر مازال يبحث عن ضحكته التائهة، يشعر بأنه سوف يجدها بالقرب من حبيب صادق.
ذلك الحبيب الذي طالما اشتاق لرؤيته، وتخيل أسمى وأرقى المشاعر والمعاني معه، تخيل عندما تأتي اللحظة التي يراه فيها سوف يرى في عينيه ذلك البريق اللامع الذي يخطف قلبه ويأسر حواسه.
ذلك الحبيب الذي حلم معه بأسعد البيوت وأجمل المناظر، الضحكة التي لا تفارق وجهه عندما يطل عليه بهيئته البهية، فعندها ترى تلك الضحكة من أعماق القلب، ووسع العينين من فرط السعادة.
ذلك الحبيب الذي سوف يعترف بكل معاني الحب ويسعى إلى تحقيقها، هو استجابة من الله لدعوته في يوم كان يتألم قلبه فيه.
هو استجابة لنداء قلب انكسر وانفطر وهشَّ من أكاذيب وادعاءات باتت هباء منثورا.
هو استجابة لحواس ظنت أنها منسية.
هو الأمل بعد اليأس، الجمال بعد القبح، إنه الضحكة نفسها بعد الجفاء.
ذلك الحبيب الذي يُعيد للجسد الساكن الهادئ صخبه وجنونه وفي بعض الأحيان يُعيد إليه حكمته ورشاده.
تلك الضحكة التي سوف تظل تُلازمك كلما تراه، وتُفارقك عندما تُفارقه.
ويظل البحث مستمرًا عن تلك الضحكة طالما حييت، فإن وجدتها فتمسك بها.