البحث وراء السراب

شروق كمال مدبولي

يوجد أناس محظوظون في الدنيا يجدون الحب بسهولة، ويوجد آخرون يبحثون عنه طول الوقت.

تبحث هي عن آدم ويبحث عن حواء.
غير المحظوظ في الحب دائمًا يرى نفسه المخطئ عندما يتم التلاعب بمشاعره من قِبل الآخرين.
يرى إنه يتمسك بحلم غير مكتمل الأركان، يتحول بعد ذلك إلى سراب.

دائمًا الشخص المليء بالحب تجاه الآخرين يبحث عن الحب في عيون مَن حوله، يبحث عن مدى حبهم له في عيونهم بمقدار حبه ولكن للأسف إنه يبحث عن السراب؛ لأن لن يحبك الجميع بمقدار ما تحبه لهم.

الباحثة عن آدم دائمًا حالمة بشخص صادق ويخشى الله فيها، ويحبها أكثر مما تحبه، دائمًا لديها حلم بأنه الفارس الذي يأتي بفرسه الأبيض ويأخذها لبعيد، بعيدًا عن أعين الناس.

ودائمًا ترى أنه الزوج الذي اختارته في حياتها وبعد مماتها، وأنه أيضًا سوف يختارها في دُنياه وآخرته.

الباحث عن حواء دائمًا يتخيل أنها امرأة جميلة، وذكية، وتشبه سندريلا، وأنها تُحبه أكثر مما يُحبها وتشغلها سعادته طول الوقت، ويراها هي الامرأة الوحيدة في العالم التي تستحقه ولا يرى غيرها في حياته.

الباحث وراء السراب هو الذي يبحث عن الحب طوال الوقت ولا يشغله شيئًا غيره، هو الذي يجري وراء أي كلمة طيبة من فم لعوب.

دائمًا يشعر بأنه وحيد وسوف يموت وحيدًا، ولكن هذه ليست نهاية العالم، فرب العباد موجود هو خير معين ونصير لك، الله لن يتركك.

دائمًا رب العالمين يضع في حياتنا أشخاصًا غرباء يكونون سببًا في مساندتنا، ومقاومتنا في الحياة.