الكاتب الصحفي خالد السودي يكتب: ” سرطان ” مصر !!


شيء يثلج الصدر ما نراه حولنا في المدن والبوادي والنجوع والأرياف في مصر الكنانة من تطور وتنمية وحضور دولي وعودة للريادة وحكومة تخطط وتنجز ورئيس يرفع له العالم قبعات الاحترام ويستحق أن ينصب له تمثال في كل مدينة عربية .
* و في مصر التي نعشقها نحن اليمنيين حتى الثمالة ونشعر بقيمتها وقامتها و نحفظ و نمجد تاريخنا المشترك هناك شعب لايوجد مثله بين شعوب العالم أصالة وطيبة و كفاح .. لم ولن يكذب اليمني إذا قال وعبًر : " أنا يمني الهوية مصري الهوى "
* شعب طيب محب .. كل مصري و مصرية ينضح بالحب لمصر أم الدنيا .. ترى وتشعر بهذا الحب في بريق العيون ونبرة الكلمات .. وكثير من الممارسات والسلوكيات وحتى وسط الألم والصبر على مشاق الحياة .. وهذا ما شكل سياجاً منيعاً تجاه كل الأعاصير والمؤامرات على حاضرة الأمة و عاصمة العرب .. لأنه أيضاً شعب مضايف و حاضن للغريب الذي لايشعر بالغربة أبداً في هذه الأرض الخيّرة والشعب الضارب بعراقته في أعماق التاريخ .
* في مصر نعيش بسعادة غامرة و أمان و طمأنينة .. فقط ما يحزني و يشعرني بالقلق على مستقبل هذا البلد هو " التعليم " والدروس الخصوصية هذا السرطان الذي ينخر في عظام ملايين الأسر والعائلات والطلاب .
* ورغم الجهود العظيمة للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الفني الذي أتابع كل تصريحاته و جهوده الحثيثة و مشروع قانون تجريم الدروس الخصوصية و قانون التعليم 139 لسنة 1981 إلا أن هذا السرطان لايزال ينخر في مستقبل الأجيال .
* شخصياً اشعر بنار الدروس الخصوصية.. عندي أسرة كبيرة وكوم لحم كما أتكفل بقدر المستطاع بتعليم عدد يسير من أبناء المحتاجين ( بيني وبين الله ) ولا توجد عندي قدرة مالية ورغبة في الفشخرة أن أولادي من " أولاد الذوات " و من مرتادي المدرسة الأمريكية والبريطانية وغيرها.. هم من عامة الناس في المدارس الحكومية .
* إن الدول والشعوب من حولنا لم تشع بقدراتها وتنطلق تنميتها إلا بالتعليم من ماليزيا و سنغافورة وحتى رواندا والهند والبرازيل ناهيك عن دول الاتحاد الأوربي وأمريكا وكندا .
* إن علاج سرطان التعليم في مصر لن يأت بين ليلة وضحاها أو بجرة قلم أو قرار خلف أسوار المكاتب .. فثمة كارثة في المدارس الحكومية يجب معالجتها اسمها : التزام المدرس والطالب وتفعيل دور الرقابة الإدارية والحوكمة وتطبيق صارم لمسألة الثواب والعقاب .
* قرأت يا سادة تقريراً يؤكد أن مداخيل مراكز الدروس الخصوصية في مصر تفوق ال 15 مليار جنيهاً شهرياً يعني مليار دولار كيف بالله عليكم ستجدون مدارس حكومية فاعلة ورواد مراكز التعليم الخصوصي وملاكها هم نفسهم مدراء ومدرسي المدارس الحكومية و ووقودها و ضحاياها هم طلاب نفس المدارس و أسرهم وعائلاتهم و أنا !!!
* لو كنت وزيراً للتعليم ساعتبر الدروس الخصوصية جريمة أمن قومي .. وقلصت الفجوة بين المدارس الأجنبية والحكومية وأغلقت مراكز الدروس الخصوصية بالضبة والمفتاح وحولت ال 15 مليار لتطوير المدارس الحكومية وتحسين دخل المدرسين الذين يعتبرون محور العملية التعليمية وأساسها.. ربما أجاهد وأقاتل ليكون مرتب ودخل المدرس هو الأعلى في البلد .
* ولو بيدي لفعّلت قسم الابداع والابتكار في كل مدرسة لمتابعة الموهوبين من الحضانه حتى الجامعة وفعّلت استخدام التقنيات الحديثة في التدريس وجعلت اللغتين العربية والانجليزية مواد أساسيه فاعلة .. و سألغي مادة " الدين "إنما مع آذان الظهر أوقف كل الكلام وأعلنها استراحة لمن أراد أن يذكر الله أو يصلي وأشجع في المنازل مسألة الرعاية الدينية كل حسب معتقده وعقيدته .
* و لو استطيع سأعمل على مكافأة وتنمية المبدعين والموهبين فنياً ورياضياً و بحثياً .. بل سأقدم كل شهر جائزة لأفضل مدرس وأنظف طالب وأقدم وردة بل إكليلًا من الزهور لكل طالبة رشيقة وكل طالب يتمتع بصحة جيدة .