الدكتور أيمن سلامة : الصليب الأحمر يشرف علي الممرات و المساعدات الإنسانية في أوكرانيا


أُعلن وقف إطلاق النار المؤقت في مدينتين أوكرانيتين ، حيث صرحت روسيا اليوم السبت إنها تلتزم بوقف مؤقت لإطلاق النار في مدينة "ماريوبول" الساحلية الأوكرانية ، فضلا عن مدينة "فولوفاكيا "، المحاصرتين منذ أيام بواسطة القوات الروسية ، للسماح بإنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين.
سيشرف أيضا موظفو اللجنة الدولية للصليب الأحمر علي ضمان إيصال المساعدات الإنسانية من خلال الممرات الإنسانية واخلاء السكان المدنيين أيضا من المدينتين المحاصرتين واللتان لحق بهما دمارا كبيرا خلال النزاع المسلح الجاري في أوكرانيا.
وتأتي هذه الخطوة بعد الجولة الثانية من المحادثات بين البلدين في وقت سابق من هذا الأسبوع لكن أخفق الطرفان في إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار الأوسع في كل أرجاء مناطق النزاع المسلح في أوكرانيا.
وقف إطلاق النار هو وقف مؤقت للعنف أي العدائيات العسكرية، وشأنه شأن الهدنة فوقف اطلاق النار لا يحل الصراع الأكبر، ولكنه يمكن أن يمهد الطريق لبناء الثقة بين المتحاربين كي يبرموا في نهاية المطاف معاهدة سلام تنهي حالة الحرب القائمة ليس فقط في ميدان القتال و لكن الاحتراب السياسي أيضا.
يُعد اتفاق وقف اطلاق إحدى الخطوات الأولى والضرورية من أجل تدشين عملية سلام تهدف إلى التسوية النهائية لنزاع مسلح عنيف، ولا مشاحة أن مجرد الإعلان عن ذلك الاتفاق من شأنه أن يغير المشهد السياسي برمته علي الأقل لفترة زمنية مؤقتة مع الوضع في الاعتبار أن الغرض من وقف اطلاق النار في أوكرانيا يهدف بالأساس حماية الممرات الإنسانية الهادفة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الحرب في أوكرانيا .
تمهد فترة التهدئة المؤقتة للعدائيات العسكرية الطريق للتفاوض حول القضايا المختلفة التي لا يمكن معالجتها في أثناء مباشرة الأعمال العدائية العسكرية، فالقتال لا يبعث الثقة و الأمن بين المتحاربين بل يولد القلق والخوف و الريبة و العداوة التي تجهض أي فرصة للتفاوض .
جلي أنه ما لم يكن هناك التزام سياسي قوي وقيادة منسقة لتحقيق نهاية سلمية متصورة، فإن مثل هذه الاتفاقيات تكون هشة ومن المرجح أن تنهار في الأشهر القليلة الأولى، كما حدث في إقليم "دونباس" في أوكرانيا التي شهدت توقيع ثمانية اتفاقات لوقف اطلاق النار و بالرغم من رعاية منظمة الأمن و التعاون في أوربا .