( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهَ )


ظاهرة السحر والشعوذه والتي أنتشرت بشكل مخيف من حولنا ، وخصوصاً في القري والنجوع ، هذه الأساليب الشيطانية ، يلجأ إليها منعدمي الدين الضمير والأخلاق لتدمير حياة الآخرين ، ممن وثقوا فيهم .
إخوتي، ان السحر من أشد أنواع العصيان لله عز وجل ، ففي الحديث الشريف ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))؛ متفق عليه.
ان الساحر الذي يتعامل مع الشياطين بالسحر ، فهو كافر بالله وخالد ومُخلد في النار ، ومن يتعامل مع السحرة لايذاء الآخرين ولتدمير حياتهم ، فهو ملعون من الله عز وجل ومطرود من رحمته الي بوم الدين ، قال تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم )
وللأسف من الملاحظ أن معظم من يلجأون للسحرة هم من النساء ، ولهؤلاء أقول ، كيف تجرأتم علي ضياع الأمانه وعلي أن تسرقوا سعادة وتؤلموا أجساد وتشتتوا أُسر وتُذهبوا عقول شباب !!!! كبف تحلو لكم الحياة وأنتم ترون بأعينكم قلوب من اذيتموهم يعتصرها الألم والحسرة !!!
ما ذنب طالب متفوق ، عاني أهله وتعبوا في تربيته وتعليمه ، أنه يترك بسببكم دراسته ويكره نفسه وأهله بل ويكره الحياة ؟؟؟ ما ذنب شابة جميلة بسبب أسحاركم السوداء بأن تتسببوا في تعطيل زواجها ووقف حالها ويعتصر قلب والديها عليها ألماً ؟؟؟ مآسي عديده يعيشها الكثيرون بلا ذنب ، عيون لا تنام ، أجساد يعتصرها الألم ، وقلوب لا تعرف الفرحة .
كل ذلك بسبب قلوبكم السوداء التي أمتلأت بالحقد والغل والكراهية ، كرهتم للناس الخير ، فسلطتم عليهم السحرة وخربتم بيوتهم .
أفيقوا قبل فوات الأوان ، لأن الضمائر إذا لم توقظ فالعاقبة خسران مبين .
أفيقوا من قبل أن يأتي يوم ( يجعل الولدان شيبا )
أفيقوا من قبل أن يأتي يوم ( تشخص فيه الأبصار )
أفيقوا من قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .
فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم،إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته،وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه»رواه البخارى.
وان لم تتوبوا قبل الموت ، فكل دمعة وكل ألم وكل معاناة تسببتم بها ، فهي سيئات جارية لكم ليوم الدين . فواللهِ ان الحساب يوم القيامة عسير .
قال تعالي ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
اللهم أبطل أثر سحرٍ رُمٍيٌ في البحار
أو جرت به الأنهار
أو طارت به الأطيار
أو دُفِن في المقابر
أو خَفِي عن الأنظار