الدكتور أيمن سلامة : خيبة الرجاء الإسرائيلية في منظمة الإتحاد الإفريقي

لم يكن غريبا أو مستغربا القرار المتقدم الذي اتخذته قمة الإتحاد الإفريقي بتعليق النظر حول قبول إسرائيل عضوا مراقبا في أكبر منظمة إقليمية دولية ، فبعد التجاوز القانوني و الإجرائي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، ومخالفته لمعايير منح صفة مراقب ونظام الاعتماد لدى الاتحاد الأفريقي، أكدت عديد الدول الإفريقية أن النظام السياسي في إسرائيل يتعارض تماما مع المبادئ و القيم الديمقراطية و الإنسانية التي ينبني عليها نظام منظمة الإتحاد الإفريقي و المنظمة السالفة " الوحدة الإفريقية " .

ما فتئت المنظمتين العتيدتين تعكفان علي التأكيد علي حق الشعوب في تقرير مصيرها و حريتها في التحرر من نير الاستعمار والاحتلال، وما انفكت منظمة الإتحاد الإفريقي في قرارات قممها المتتالية تقر بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة .

لقد أصدرت منظمة الإتحاد الإفريقي العديد من المقررات الواضحة التي تعبر عن موقف المنظمة الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، والمُدين لممارسات إسرائيل بكافة أشكالها في حق الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تتعارض مع المصلحة العليا للاتحاد وقيمه ومثله ومقرراته .

لقد كرست السياسة الإسرائيلية من خلال التقنيات و الممارسات المرتبطة بالحيز المكاني، منظومة من السيطرة الكولونيالية و أداة باطشة من أدوات الفصل العنصري، و ما برحت إسرائيل تفرض نظام تقسيم فئوي معقد من العزل المكاني، وفاق نظام الفصل الإسرائيلي نظام الأبارتهايد الجنوب إفريقي بأشواط، واعتبرت سياسة الفصل / التقسيم توليفة تناسب بناء مستوطنات و بؤر إسرائيلية عنصرية، فضلا عن إقرار ترتيبات حكومية بيروقراطية في أحيان أخري، ووسيلة لفرض الهيمنة و القمع و التفتيت للشعب الفلسطيني وأرضه .

فحين تجبر إسرائيل الفلسطينيين علي الانتقال إلي خليط جغرافي من الجزر المغلقة في النطاق المحيط بمدنهم وبلداتهم وقراهم ضمن حيز مكاني شاسع تحت السيطرة الإسرائيلية، وتشمل الأراضي الفلسطينية 200 قطعة متناثرة فقط ، في حين تسيطر إسرائيل علي الأراضي المحيطة بهم ، إلي جانب مخزون المياه الجوفية الضخم في باطن الأرض تحتها ، و الفضاء الذي يعلوها بقواتها الجوية ، يكون من المنطقي و القانوني و الإنساني أن يرجئ الإتحاد الإفريقي النظر في مسألة قبول دولة الاحتلال الإسرائيلي عضوا مراقبا في منظمته .