الثلاثاء 19 أغسطس 2025 05:34 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. محمود أبو عميرة يكتب: (تحية لهذا الرجل)

النهار نيوز

في التاسعة مساءً بتوقيت أم الدنيا صاحبة الحضارة وحاضنة البطولات انطلقت من العاصمة الكاميرونية ياوندي صافرة الأفريقي بكاري جساما لتبدأ معها المباراة المهمة التي انتظرها جماهير العرب والمصريين بين منتخب مصر والكاميرون بالدور نصف النهائي لكأس إفريقيا 2022 وانطلقت معها إرادة التحدي والصمود لأبطال الفريق المصري بقيادة واحد من أفضل لاعبي العالم الملك محمد صلاح وحراسة مرمى الجبل أبوجبل ومنذ الحظات الأولى ظهر تحيز بكاري واضحا وتأكد لدى المتابعين حقده ورغبته في إقصاء الفريق المصري عن الوصول إلى نهائي البطولة أمام السنغال ليواجه المصريون الخصم والأرض والجماهير وانحياز بكاري جساما . الحكم الذي حاول أن ينال من عزيمة الرجال بقرارته الظالمة وان ينمي بداخلهم الشعور باليأس. والاستسلام حتى يصل بهم إلى الهزيمة لكن قلب ( أبوجبل) النابض بحب بلاده والمفعم بالرغبة في الفوز للوصول إلى نهائي البطولة واجه كل هذا التحدي والانحياز بقلب من حديد وشموخ الجبال وأثبت للعالم الحقيقة التي يدركها الجميع: أن المصريين ابدا لا يستسلمون بل قادرون على صنع المستحيل وقبول التحدي والعبور إلى كل ما يريدون بإصرار وعزيمة لا تنكسر . ظلت قلوب المصريين والعرب طوال الشوطين الأصليين والأشواط الإضافية للمباراة، ظلت تدق على دقات قلب الحارس البطل إلى أن وصلت أحداث اللقاء إلى ضربات الجزاء فتعلقت القلوب أكثر بالعملاق (أبوجبل) الذي استطاع بعزيمة الأبطال أن يتصدى لمعظم ضربات لاعبي الكاميرون حتى تحقق حلم الفوز على يديه .
لن أتحدث كثيرا عن الخطط التكتيكية للعبة كرة القدم، ولن أتحدث عن اللعب المهاري وصناع المهارة، بل اتحدث فقط عن قلب صاحب الانتصار المفعم بحب بلاده، وعن روحه القتالية، وعن عزيمته التي لم تهدأ . لقد كان حلم الفوز والوصول طيفًا من خيال يراود الجبل الصامد، ويدفعه وقود الحنين والشوق، حتى أصبح الحلم حقيقة يراها العالم، فأسعد قلوب الملايين من عشاق، ومحبي الوطن العزيز في كل مكان . وفي لقاء الكوت ديفوار، يا بطل: ما اصعب بكاء الشوق!! وتلك دموعك يا أبا جبل تتساقط على وجنتيك، وتتساقط معها مشاعرك النبيلة كما تتساقط أوراق الشجر في ليالي الخريف، حينما ترفض ترك الميدان وحينما تصر على المواصلة، رغم جراحك وألمك الذي لم يفارقك طوال اللقاء الصعب . تماما كالمقاتل في المعركة حينما يأبى إلا أن تنتصر بلاده، فأنت حينما تحب وتشتاق تبدع وتنصر فتسعد الجميع . كلاكيت تاني مرة أيها البطل يكون الفوز على الخصم على يديك . فتحية إلى قلب الجبل الصامد وتحية لشموخه في عرينه من أجل أن تكون مصر فوق الجميع. ولن أظهر في بداية مقالي صورتي الشخصية التي تعبر عني ككاتب، بل أظهر صورة صاحب الفوز، وباعث الأمل والسعادة. ودعوني استلهم مشاعر الحب والشوق من قلبه لأردد معكم فرحة النصر بكلمات الراحل / حسين السيد وغناء سوزان عطية، و لحن موسيقار الأجيال / محمد عبد الوهاب حينما أرادوا جميعا أن يعبروا عن مكانة مصر في قلوب ونفوس المصريين فكانت قيثارة الحب والحنين :
مصر يا ام الدنيا يا ... حبيبتي يا بلدي
قلبي وروحي وعقلي يا.. حياتي يا بلدي.
يا غنوة المسافر لما يكون بعيد .. يفتكرك في الغربة ويقرب البعيد
بنلف الموانئ وبنرجعلك تاني .. تاخدينا بالحضن ودائما لابسة توب جديد.
أرض الخير يا بلدي يا وطني الحبيب .. بنحب اللي يحبك .. مهما يكون غريب
ومهما ليلك طال . شمسك عمرها ما تغيب .. تحية لهذا الرجل .

تحية لهذا الرجل