يا مصر بعد ”المغرب”...”فجر جميل”

أكد المنتخب المصري بعدما وصل إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي تجرى منافساتها في الكاميرون على إثر تغلبه على منافسه المغربي في دور الثمانية ١/٢ عن طريق محمد صلاح ومحمود تريزيجيه ان"الفراعنة لا يلعبون بالاقدم فقط بل بالعقول .
ولعل ابرز العوامل التي ادت الي هذا الفوز في واحدة من اصعب المباريات تكتيكيا في كرة القدم ، تمسك المنتخب المصري برأسه ولم يتوه كما اراد المدير الفني لمنتخب المغرب البوسني وحيد خليلوزيتش ، حيث كان التناغم هو العنوان، الواحد يلعب للكل يدافعون ويهاجمون معاً في ديناميكية مدهشة ، مما فوت الفرصة على مدرب "اسود الاطلسي" الذي حاول ان يرسل رسالة من اول لحظة في المباراة بان طريقة المنتخب المصري اصبحت مكشوفة ولتأكيد ذلك انتهج نهج خنق المباراة على المنافس من خلال تضيق المساحات في المربعات التسعة للمستطيل الاخضر والضغط الثلاثي على من يستحوذ على الكرة من لاعبي الخصم ، ثم الاعتماد على الكرات الطويلة في القلب اعتمادا على اصحاب القامات الطويلة في فريقه .
لكن المنتخب المصري استمر في تطبيق فلسفته امام المغرب بمفهومه الذي عرف عنه الا وهو التعامل مع المباريات بشكل واقعي والذي يعد الخبير الاوكراني فاليري لوبانوفيسكي،احد ائمته حيث كان دائما يردد "كرة القدم نظام مكون من 22 عنصراً لكل فريق 11 لاعبا فإن النتيجة تنتهي بالتعادل. إذا زاد أحدهما، حقق الفوز. وكأن لسان حاله يقول في نهاية اللقاء نلعب بقدراتنا ونحقق الفوز ليس لان فريقي رائع ولكن لاننا أفضل من بقية السيئين فلديا لاعبون يتميزون، بردود الفعل، يعرفون أين ومتى يمررون الكرة ، و يتحلون بالقدرة على تحمل الضغوط ، والتوازن في الاوقات العصيبة لمنع المناقس من التكيف على خططه. من خلال تدوير شامل ومستمر مع كل لحظة من اوقات المباراة التي من الممكن جعل المدافعين يهاجمون، وتكيف المهاجمين على الواجبات الدفاعية .
واحقاقا للحق ان المنتخب المصري يمضي في طريقه المرسوم من دون ان يختل توازنه او يفقد يقينه او يتخلى عن نهجه الذي اظهر من خلاله "العولمة" الكروية في أقوى صورها.بالضغط العالي ومحاولة قتل الخصم في مناطقه، بالحصول على الكرة وتطبيق المرتدة القاتلة.
وسر اسرار الفوز على المغرب هو عدم المكابرة بان لديه عقدة من منافسه الذي لم يتغلب عليه منذ العام ١٩٨٦ الآمرة واحدة في العام ٢٠١٧ وكان العلاج الانسب، حيث اوجد الحافز والرغبة في علاجها. وهو الايحاء الذي مبعثه ذات الانسان يدفعه إلى استبدال السلوك بما هو افضل واسمى. من خلال اندفاعة مخلصة، لتحقيق الهدف لتأكيد ان العبرة بالخواتيم.