نجوم الكاراتيه الجزائري يستغيثون فهل من مجيب !؟

مازالت رياضة الكاراتيه تساهم في رفع الراية الجزائرية في المحافل الدولية بفضل اجتهاد وعمل نخبة من الرياضيين والرياضيات الذين أبوا إلا أن يقطعوا طريقا شاقا وصعبا، لكن حلاوة الإنجاز والتتويج تنسي هموم المآسي والأزمات، إلاّ أنهم بلغوا مرحلة جعلتهم يخرجون عن صمتهم بسبب الأوضاع والتهميش التي يمرون بها من طرف المسؤولين في الفترة الحالية.

كان ذلك مباشرة بعد انتهاء البطولة الأفريقية التي جرت فعالياتها بالعاصمة المصرية “القاهرة” من 3 إلى 5 ديسمبر والتي حصد من خلالها الفريق الجزائري عدد كبير من الميداليات مختلفة الألوان بلغ 27 ميدالية، من بينها أربعة ذهبيات رغم الظروف الصعبة التي سبقت المنافسة لأن المصارعين اكتفوا بالعمل في الجزائر دون القيام بأي معسكر في الخارج.

وأكد أبرز عناصر الفريق الجزائري في السنوات الاخيرة، أنهم ركزوا على أجواء المنافسة من أجل تشريف الراية الوطنية خلال هذا المحفل القاري وتركوا كل المشاكل والضغوطات التي عاشوها جانبا، بدليل أنهم تمكنوا من تحقيق المركز الثاني خلف مصر رغم صعوبة المأمورية وقوة المنافسين، كل ذلك يدل على مدى وعي هؤلاء الشباب الذين وضعوا المصلحة العامة للكاراتيه الجزائري فوق كل اعتبار، لكنهم وبعد العودة إلى أرض الوطن نشروا على حساباتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي رسائل ندّدوا من خلالها عن الوضع المزري الذي يعيشونه منذ فترة طويلة.. مؤكدين أنه في حال بقيت الأمور على حالها ستنعكس على مستواهم الفني ولن تسمح لهم بالعمل في ظروف مناسبة.

الأمر الذي يؤكد أن الأزمة أعمق بكثير بما أن عناصر النخبة الذين يعتبرون من خيرة ما أنجب الكاراتيه الجزائري في الفترة الحالية خرجوا عن صمتهم، بعدما سئموا السياسة المنتهجة من طرف المسؤولين الحاليين على رأس الاتحادية الجزائرية لهذه الرياضة في صورة كل من البطل الأفريقي لعدة مرات والمصنف عالميا حسين دايخي الذي قال:" بأنه رغم الظروف التي يمر بها إلا أنه لم يدخر أي مجهود بدني وتمكن من الاحتفاظ بقلبه القاري وتتويجه بطلا لإفريقيا في اختصاص " الفردي" بالقاهرة على حساب المصري بطل العالم، إلا أن فرحته لم تكتمل بسبب تضييع اللقب الثاني الذي كان في حوزته والمتمثل في بطل إفريقيا حسب الفرق لأن الفريق تشتت فقد بفعل فاعل.

وكتب دايخي عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك: " إنجازات دفعتني للعمل من أجل الصعود على منصة التتويج في البطولة العالمية، لكن ذلك لم يتحقق بسبب شبه انعدام الإمكانيات التي ترقى للتحضير للمحافل الضخمة، هذا من جهة ومن جهة أخرى الضغط النفسي الرهيب الذي يمارس علينا نحن الرياضيين من طرف الاتحادية الجزائرية للكاراتيه دو التي من الفروض تكون السند الأول، لكن أصبح المسؤولون وحتى المدربون أول المهدمين لهذه الرياضة من قلة الموضوعية وانعدام الصدق والإخلاص في العمل." وأضاف: "هذه الممارسات ستبعث الكاراتيه الجزائري إلى الهاوية، وفي ظل هذه الظروف فإن توقع تحقيق ميداليات خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران، لن تتحقق إلا في الأحلام بل نتوقع الهزائم أمام من كانوا يخشون مواجهتنا في عقر دارهم"

. ‎وأردف: "سأكون صريحا فضميري لا يسمح لي بإخفاء الحقيقة على الجمهور الرياضي، ففي ظل هذه الظروف والتسيير السيئ للاتحاد، والافتقار إلى الجودة الفنية في التدريب والضغط التعسفي ".

وختم دايخي: "لا يمكنني أن أكون متواطئا، فإذا استمرت الأوضاع على حالها فنحن نسير نحو الهاوية ولو أني كنت أفضل الحديث بأمل وعزم لتشريف الجزائر خصوصا داخل الديار خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط" ‎في الختام أؤكد على استعدادي الدائم ومواصلة التضحية من أجل تشريف الألوان الوطنية لكن إذا استمرت الأوضاع على حالها وهذه العراقيل فشخصيا لن يكون بإمكاني احترام التزاماتي الرياضية".

من جهتها، أكدت البطلة الافريقية وداد دراعو أن الجزائر منحتنا الكثير ولو نعدّ خيراتها تجاهنا لا تُعد ولا تُحصى، لكن في الفترة الحالية أتعرض لضغوطات نفسية كبيرة ومشاكل عديدة في الآونة الأخيرة من قبل مسؤولي الاتحادية الجديدة، وأنا شخصيا صرختي اليوم لم تأتي من العدم بل جاءت من أجل وقف الممارسات التي تهدّد استقرار المنتخب الوطني، حيث تمّ تنحيتي من المنتخب حسب الفرق رغم أني بطلة أفريقيا، ولهذا يجب أن تتوقّف هذه الممارسات بأسرع وقت حتى نتمكّن من التركيز على التحضيرات الخاصة بالمنافسات بعيدا عن أي تكتل لا يعنينا نحن الرياضيين، وأتمنى أن تجد صرختنا ردا من طرف المسؤولين في البلاد”.

كما كشفت صاحبة الذهبية الوحيدة للجزائر في الألعاب الإفريقية 2019 بالمغرب في صنف "السيدات" المصارعة الجزائرية “شيماء ميدي” عن الظروف التي مرت بها خلال فترة التحضيرات. التي سبقت بطولة إفريقيا للكاراتيه بالعاصمة المصرية القاهرة.

وكشفت شيماء ميدي عن استبعادها من المنتخب الوطني للكاراتيه بعد بطولة إفريقيا. بالرغم من حصولها على الميدالية البرونزية في منافسة الفردي (كوميتي/61 كلغ كبريات).

كما أشارت المصارعة شيماء إلى الضغوطات والاتهامات التي واجهتها خلال المعسكرات التحضيرية. بالإضافة إلى تشتت المنتخب النسوي بغياب مصارعتين أساسيتين.

شيماء تأسفت للتصرفات الغريبة لمسؤولي الاتحادية الذين طلبوا منا شراء لباس المنافسة والواقي عشية بطولة العالم في الامارات أو استعارته من المصارعات المغربيات، هذا التصرف الغير مفهوم والمتعمد كاد يكلفنا الاقصاء من منافسة عالمية لولا أحد الممولين الذي تكفل بتوفير اللباس والواقي بعد مجهودات شخصية من المصارعات.

كما انتقدت شيماء ميدي برنامج التحضيرات الذي وصفته بالفاشل، خاصة أن المنتخب لم يخض أي منافسة تحضيرية تسبق بطولة القاهرة بحجة عدم توفر تذاكر الطيران.