الخميس 28 مارس 2024 09:56 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. نبيل بو غنطوس يكتب: كتاب مفتوح إلى الملوك والأمراء والرؤساء العرب

النهار نيوز

في مثل هذا اليوم قبل عام بالتمام والكمال، وجهت كتابا مفتوحا إلى الملوك والامراء والرؤساء العرب، طالبتهم فيه ألا يتخلوا عن لبنان وشعبه المخطوف الارادة، والمسلوب القرار. وفي الحقيقة، عام كامل مر، ولم يتغير شيء، لا بل ازدادت الأمور تدهورا وسوءا وتأزما، وازدادت عزلة لبنان العربية وازدادت معها مقاطعة أهل العرب له، ولم يرع أحد من مسؤوليه، ويعمد إلى المعالجة المسؤولة والبناءة.
الليلة أعيد توجيه الكتاب نفسه، لعل وعسى، وسط الوضع السياسي المتفجر في الداخل اللبناني، تطل بارقة أمل بعودة الاستقرار قولا وفعلا.
(كتاب مفتوح الى الملوك والامراء والرؤساء العرب)
على مر عقود من الزمن، تغنى العرب من المشرق الى المغرب، ومن المحيط الى الخليج، بالشقيق الأصغر لبنان، وكان بالنسبة لهم، طفلا مدللا، ملجأ وملاذا، منبر حريات وبابا على الحضارة الغربية والتطور والتقدم في كل المجالات من دون ان تغيب عنه نكهة الشرق. عصفت به الويلات لعشرات السنين بدءا من اواخر القرن الماضي ولم تزل، وكنتم اهل النخوة العرب، تهبون ملوكا وامراء ورؤساء، الى مد يد الدعم والعطاء والمؤاساة، تعمرون ما تهدهم وتدعمون حيث يتوجب من دون قيد او شرط. فتحتم المجالات واسعة في دولكم، للادمغة اللبنانية واليد العاملة من الشباب اللبناني، ففجر هؤلاء طاقاتهم في كل عواصمكم، ويستحيل ايجاد مشروع واحد في دولة عربية ايا يكن نوعه، من دون لمسة لبنانية تضفي عليه رونقا وجلالا.
الشعوب العربية، رأت في الشباب اللبناني مثلا اعلى واقتدت به، علما وثقافة واندفاعا واخلاصا.
الصداقة بين الشعوب العربية وشعب لبنان، عمرها عشرات السنين، والاخوة والمصاهرة والاندماج علامة فارقة في هذا العلاقة، فما بالكم ايها المسؤولون العرب تشيحون بنظركم عن لبنان، وتتركوه يغرق امام اعينكم.
مملكة الخير السعودية، الكويت المعطاء، قطر المشكورة دوما، مصر ام الدنيا، وافراد عائلتنا العربية الكبيرة، والذين لكم في قلوب اللبنانيين مودة لا تنضب، لمادا تتخلون عن لبنان واللبنانيين في هذه الظروف المؤلمة بالذات، فهل اذا كان الاداء السياسي لبعض المسؤولين اللبنانيين وبعض من اهل السلطة فيه، لا يعجبكم، ولا يتوافق مع سياساتكم، تتخلون عن الشعب في شقيقكم الاصغر.
أيها الملوك والأمراء والرؤساء العرب، إذا كان شقيقكم الأصغر مخطوف الارادة ومسلوب القرار حاليا، وكلكم تعرفون الأسباب خلف ذلك، فهل يكون الحل باشاحة نظركم عنه، وتركه لمصيره،أم تساعدون الشعب اللبناني على تخطي المحنة التي هو فيها. فاذا كنتم بقادرين على تحريره من براثن خاطفيه، افلا تدفعون عنه فدية، لتنقذوه من السقوط في المحظور، وتمنعون تحوله رهينة سياسات بعيدة كل البعد عن دوره الحقيقي في عالمنا العربي.
ديون لبنان ايها السادة وعلى كثرتها، لا تقاس بما تحويه خزائن دولكم التي حباها الله نعمة النفط، والكثير من الخيرات، ادفعوا فديته وتشاركوا في ذلك، ولا تأخذنكم مصالحكم السياسية والمعاندة والمكابرة التي يمارسها، اهل الربط والحل في لبنان تجاهكم، وليكن رهانكم على شعب لبنان، فسياسيوه راحلون يوما، اما شعبه فباق.
أيها السادة، انتم مقدمون على تحولات جذرية في السياسة والاقتصاد وخرائط الوجود على امتداد جغرافية العالم العربي، يشغلكم ما يحضر لمنطقتنا من سيناريوهات وصراعات على ارضها وخيراتها، وشرق اوسط جديد قد يبزغ فجره في اية لحظة، فاي شرق سيكون هذا من دون النكهة اللبنانية المميزة على مدئ عشرات ومئات السنين:
تشبه قصة لبنان معكم قصة النبي يوسف عليه السلام واخوته، الذين تركوه مرميا في البئر، فانتشله غرباء، اشتروه بأموالهم، اعجبوا به، وليس غريبا أن يعجب كثيرون بوقف الله على الارض. فالغرب يتصارع اليوم وبعض اهل الأقليم على شراء لبنان، او مصادرته او رهنه او المساومة عليه، لكنه في النهاية لبنان، وقد ينهض من كبوته، ويعود متألقا كيوسف عليه السلام، وفي هذه الاثناء كرمكم وحده، كفيل أن تعملوا يد الله من خلالكم، وتنزعوا الشيطان بينكم وبينه، بهذا وحده تمنعون شيطنة لبنان، واخراجه من عائلته العربية الكبيرة،
لن يطول الوقت، ليعود لبنان إلى ذاته، هكذا أخبرت الأحداث عبر تاريخه الطويل، لبنان لن يكون إلا لبنان، ساعدوه وسرعوا هذه العودة، عولوا فقط على شعبه ولا تسمحوا بسقوطه، فتحتفلون لاحقا، بعودة الابن الضال).

.................................................................

مستشار وخبير سياسي واقتصادي في الشؤون اللبنانية