د. آمال صالح تكتب: لقد سرقوا عمري...!!!

وحين أعلنت القرار...اعتذرت من طيبتي، من سراب لم أفهمه إلا بعد فوات الأوان...أو ربما أسعفتني لحظة دعاء امتزجت بدموع عمري الذي تلاشى بدون أن أعي...

ثم تساءلت كم بقيت رهينة لطف لم أبرأ منه... كل ما تعلمته في الحياة ان اكون لطيفة... أن أجلب معي دائما الخير بكل ملامحه المعنوية والمادية...

الآخر هو مهم دائما، يجب أن نعتني به...
ولكن يتبادرني سؤال ويلح علي...هل هذه ثقافة مجتمع؟
أن نعتني بالآخر إلى حد ننسى فيه أنفسنا؟

ثم ولجت عالم الغربة...وهو في حد ذاته عالم غريب علي...هنا لاحظت أن الإنسان يعيش لنفسه...!
طبعا بالنسبة لي كان أمرا غير مقبول إلى حد النشاز الذي يخرج عن مجموعة القيم التي حفظتها...

ولكن دعوني أخبركم عن نفسي شيئا: سمحت لنفسي تدريجيا بالإنفتاح على العالم الخارجي... لأنني من عائلة محافظة جدا ولم يتيسر لي معرفة الناس من حولي بصورة جيدة... أو كاملة... الصورة على العكس كانت ناقصة جدا... معالمها الأساسية موجودة... ولكن ليس هناك أية تفاصيل لأي شيء...
وهذا أمر جعلني أتعب كثيرا في شق طريقي بعد مرحلة الطفولة...

عفوا عن هذا الاستطراد... رفيق السرد عندي بكل ما فيه من عيوب... لكن اعذروني فأنا أعشق هذا الإستثناء الذي يخصني...

أغلق القوسين وأعود إلى إنفتاحي على العالم الخارجي، لأقول أنني بدأت أترك المسلمات عدا طبعا القيم الأساسية
وأخذت أحلل وأوازن كل ما يعترضني، أحاول أن آخذ كل يستسيغه عقلي وأضيفه إلى معاني الحياة الجديدة...

ثم أكشف عن أسباب الأمراض التي تسبب تعاستنا... الإهتمام الكبير الذي نوليه لكل من يحيط بنا... إلا أنفسنا
ثم لا أريد النسخة في شكلها الغربي... هنا في الغرب
الإنسان يعتني بنفسه ثم نفسه... ثم نفسه...!!!

أنا أحبذ الوسط... لا أريد أن أفقد المعاني الجميلة التي تعلمتها في صغري وفي الوقت نفسه لا أريد أن أعيش فقط لنفسي...!!!

وعلى غرار هذا المثال أصبحت أحاول أن آخذ كل ما يتناسب معي حتى أصحح المسار...

وليس مساري فقط... هناك العديد من الناس من كانت معاناتهم أقسى وأشد... انمحت وتلاشت شخصيتهم تحت سيطرة المحيطين بهم...!!!

فيا ليتنا نصحح المسار... ونعتني قليلا بأنفسنا قبل أن ينهشنا المرض بسبب القهر والظلم...

الانسان قادر على أن يكون فاعلا في حياته وتحديد مصيره...ولكن أين هذا الوعي...!!!

اعذريني والدتي العزيزة... أعطيت عمري لإرضاء من لا يستحق...فسرقوا مني عمري...!!!!!