السبت 23 أغسطس 2025 08:43 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب عيد عبدالناصر: ألا أف لكم ولغبائكم

الكاتب عيد عبدالناصر
الكاتب عيد عبدالناصر

قبل عدة سنوات، كنت مسافراً مع أسرتي الى خارج الوطن، وفي أحد الأيام جاءني إتصال: "أحدهم دخل منزلك ليلة البارحة وعاث فيه الفساد: كسر الصندوق "التجوري"، وسرق اللاب توب، وجهاز التلفزيون الحديث، وأخرج الملابس ووزعها على كل أركان البيت .. الخ الخ"، وخرج بسلام دون أن يعترضه أو يقبض عليه أحد .. هناك من حاول إقناعي بأن الحرامي اللعين قد فشل في تحقيق كل أهدافه، لأنه لم يعثر على بعض الحلي (الذهب) الذي كان مخبأ في مكان ما بالبيت. هل يفترض بي أن أفرح وأصدق تحليله أم أصدق الواقع الفعلي بأن ذاك اللعين قد حقق أهدافه، فهو فعل فعلته ونجا بها وربما يستعد لعملية أخرى أسوأ منها؟

نعم لقد حققها بالكامل. فهو دخل الى البيت عنوة بقصد التخريب، وبقصد السرقة وقد فعل كل ذلك على أحسن وجه، وأبعد من ذلك فقد ترك خلفه جرحاً عميقاُ ومؤلماً في النفس والذاكرة بقي حياً حتى هذه اللحظة بعد أن اختفت تفاصيل كل السرقات المادية التي أخذها معه.. فهو لم يدخل منزلي لكي يقوم بصيانته وصبغة وتنظيفه..الخ.

حين تنتهك جيوش ومخابرات دولة عظمى سيادة دولة ما، وتقلب عاليها سافلها، وتحطم إقتصادها وتقطع أوصال دولتها وتمزق جيشها، وتحيي خلافاتها التاريخية من طائفية وقبلية وعشائرية، وتقتل رجالها وتنتهك أعراضها، وتصادر ثرواتها وتسرق متاحفها ..الخ ، وبعد ذلك نقول بأنها إنهزمت وفرت تسحب ذيول الخيبة والخذلان، وهاهم بعد عشرن عاماً يجلون رجالهم بالطائرات الهيلوكبتر كما فعلوا سابقاً. وهذا يعني في عرف هؤلاء السادة بأنها (القوة العظمى) لم تحقق الديموقراطية التي قالت بأنها سوف تؤسسها .. هل تريدونهم أن يبقوا أبد الدهر يعني؟

ألا ألف لعنة على هذه العقول العفنة، المتخلفة، الغبية.. هم يا أيها الأغبياء المتثاقفون لم يرسلوا جيوشهم ومخابراتهم لكي يؤسسوا أي حرية أو ديموقراطية أو سلام أو يبنوا إقتصاداً .. بل جاءوا لكي يمسحوا الذاكرة، ويخربوا كل ما هو صحيح، ويدمروا كل ما هو مبنى.. هذه هي أهدافهم الفعلية والحقيقة، أما ما يقولونه في وسائل الإعلام فهو للجهلة والأغبياء والمتخلفين والعملاء من أمثالكم، وهم يتركون لكم الإنتعاش على التحليلات الغبية التي لا تعرف إلا كيف تجتر غباءها التاريخي والسياسي.. للأسف أنتم تتحدثون عن أماني وأحلام يقظة ولكنكم لا تتحدثون عن واقع الحركة السياسية المتغيرة والمتحولة (أو المتحورة) في كل لحظة ..

ألا أف لكم ولغبائكم الذي صار أضحوكة تاريخية.

عيد عبدالناصر