السبت 23 أغسطس 2025 04:13 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

 الكاتب الصحفي محمد عاصم  يكتب: ” العولمة الرياضية  ”   

النهار نيوز

* خضعت اللجنة الأولمبية الدولية وكل الاتحادات الدولية "خاصة الفيفا " لضغوط العولمة الأمريكية واستجابت لها ، لم تعد العولمة تشمل الاقتصاد والتجارة والبيزنس والشركات عابرة القارات، بل أصبحت الرياضة تدار عن طريق العولمة، وهو المصطلح الأمريكي من أكثر من 40 عام ،وهو يعني في الرياضة أن ترفع اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا وكل الاتحادات أيديهم عن أحكام القبضة علي انتقالات اللاعبين "والتجنيس "،باعتبار الرياضة سلعة عالمية لايوجد فيها الاحتكار "وهو عدو العولمة "، وخاصة أن الرياضة الآن قوامها الاحتراف المجنون، الذي يغذيه رأس المال.

* فرضت العولمة قانون " التجنيس "،تحت ظلال التقنين، مثلا في كرة القدم لابد للاعب أن يقيم في الدولة التي يريد التجنيس لها 5 سنوات ، وباركت اللجنة الأولمبية الدولية تلك الخطوات في التجنيس لكل الاتحادات، حسب الظروف ، وأصبحنا نرى اللاعب يتخلي عن الانتماء الوطني ،من أجل شهوة ملايين الدولارات، ولايستطيع اتحاد بلاده الأصلي أن يقترب منه أو يوقع عليه عقوبة ،وإلا فإن اللجنة الأولمبية الدولية جاهزة بالعقوبات التي لايجرؤ أحد علي تحديها .

* كان من نتاج العولمة اصلاح الفيفا ، لأنه الواجهه الأولي الذي يعطي الإشارة للعالم بالعولمة ،بالفعل تم فضح بلاتر وإرغامه على التخلي عن رئاسة الفيفا بكشف الفساد ، وتم إنهاء احتكار أعضاء تنفيذية الفيفا ال 24 الذين كانوا يمسكون بتلابيب الكرة في العالم ، ويقررون تحديد المونديال، وتم تدوير المونديال بين قارات العالم ،وأيضا تقنين مدة ولاية الرئيس.

* العولمة زحفت للرياضة في مصر بخبث وبخيط رفيع ،كان الشائع أن يتم إشهار الأندية الرياضية كقطاع " أهلي "، مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي والاتحاد السكندري، الآن زحفت أندية الشركات ، وهي واجهة العولمة، وتشارك الآن في الدوري المصري، مثل سيراميك كليوباترا ووادي دجلة وإنبى والبنك الأهلي ، وصعد فريق الشرقية الدخان للعب في الدوري ، وأصبح كثير من القيادات يهدد باللجوء إلي اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا في الخلافات ،مما يعني إنهاء سلطة الدولة علي الرياضة، وأن يكون القرار من خارج الحدود ،امتدادا للعولمة، وكانت تجربة شراء نادي بيراميدز ترجمة لزحف العولمة علي الرياضة في مصر ، تهميش سلطة الدولة ،وبسط نفوذ الشركات والمال علي النشاط الرياضي ، العولمة تزحف بالخيط الرفيع ، من خلال الشركات ورجال المال والبنوك والاقتصاد ،وهذه أذرع العولمة، شئنا أم أبينا. * تعالت الصرخات عن جهل باللوائح ،أو عن عمد ،حينما شارك الرباع المصري فارس إبراهيم باسم دولة قطر في أولمبياد اليابان 2020 وحقق الذهبية، ومع المصري شادي النحاس لاعب الجودو الذي شارك باسم كندا ، وتناسوا أن العولمة تتيح للاعب التجنيس.

* العولمة والتجنيس ظاهر بقوة في منتخب فرنسا لكرة القدم بطل العالم 2018 ، أكثر من النصف لاعبون أفارقة، مثل بول جوبان الغيني، مبابي النجم الكبير حاليا كاميروني ،عثمان ديمبلي وبنجامين من السنغال ،ماندا وستيفن من الكونغو ، كورنتان من توجو ،شكانتي من مالي ،وغيرهم الكثير مع منتخبات كثير من الدول الأوربية.

** العولمة ضد الاحتكار، العولمة تعطي الحق للاعب أن ينتقل مع نهاية عقده ،لم يعد النادي مالكا للاعب ،لم تعد الدولة مالكة للاعب، إذا أراد الانسلاخ من هويته الوطنية له ما يشاء ، لأن العولمة نتاج الرأسمالية التي لاتعترف بالانتماء الوطني أو العرقي أو الجنسي ،بل العولمة هي البحث عن المال ،وتحت ظلال المال يخر الكثيرون من أجل شهوة المال.