د. علي الدرورة يكتب: المقالات والعناوين

تحدثت في مقالين سابقين عن الاختيار الأمثل لمسمّى الكتاب والسعي بدقة لأن يكون العنوان غير مسبوق أو مكرّرًا.

دفعني لهذا القول عندما عُرض أحد الكتب لمؤلف مصري والكتاب نشرته دار مصرية معروفة بعنوان: (الحب في زمن الكورونا) حيث عرض في معرض الكتاب الذي أقيم خلال شهر يوليو الماضي 2021م.

وما أودّ الإشارة إليه هو أنني وضعت عنوانًا لأحد كتبي وقد طبع في مصر العام الماضي 2020م، وأنا هنا سوف أدافع عن صاحب الكتاب، ولا أقول إنه اقتبس العنوان من عندي، فالخواطر والأفكار تتشابه، ولعلّه فعلاً استحسن العنوان، - والله أعلم - على أنه قد يقول قائل بأنّ العنوان قريب من (الحب في زمن الكوليرا) وقد تناولت الحديث حول الموضوع وعن التشابه في مسمّى الرواية.
إذًا الأفكار قد تتشابه والسّابقون للعنوان هم أحقّ وأولى؛ لأنّ الأساس هو السبق في اختيارهم.

وخلال الأسبوع الماضي وضعت بعض النقاط ليتفادى بعض الكتّاب تكرار العناوين ليس للمؤلفات فقط ، وإنَّما للمقالات أيضًا.
فالتكرار في المواضيع والعناوين تبعد الكاتب عن الإبداع، وفي هذه الحالة يصاب بالضعف الثقافي فيدرك القراء الهنات لدى كاتب المقالات ويعرف مدى عمقه الثقافي وإن كان هذا لا يمتشفه أغلب القراء.

ومن جهتي أفضّل أن يضع المؤلف خمسة عناوين للمقال الواحد ، ولا يستعجل في الاختيار؛ ويكون كلّ عنوان من: كلمة واحدة أو كلمتين أو ثلاث.
ولو كان عنوان المقال من أربع كلمات أو أكثر فهو أمر غير محبّب أو غير مستساغ، وعلى الكاتب أن يحذف عنوانين اثنين من الخمسة ، ويفكر في الثلاثة الباقية على مهل، وألا يستعجل في الاختيار، ومن ثم يحذف واحدًا، ويبقى لديه اثنان فيختار أحدهما بدقة، ويكون ذلك العنوان هو الأفضل والأقوى والمعبّر عن خصوصيات المقال.

وعلى الكاتب أن يبتعد عن: العنوان المطوّل والمكرّر والمستهلك والمبتذل. فاختيار المفردات العميقة أو الرنانة، وهو فنٌّ إبداعي يتقنه ذوي الخبرة الإعلامية إذ يظلّ بوضوح تام على حصافة وفكر الكاتب؛ لأنه كلّما ابتعد عن العنوان الفضفاض واختار عنوانًا عميقًا وابتعد عن العنوان العائم، كان ذلك انعكاسًا لشخصية الكاتب وأثرى لمكانته عند الجهات الإعلامية وعند القرّاء بمختلف ثقافاتهم.
وكما قيل سلفا أن الكتاب يعرف من عنوانه ، كذلك المقال يعرف من عنوانه.
فالحرص على العنوان الحسن ، مطلب ثقافي مهم.
______________
منتدى النورس الثقافي الدولي.