السبت 23 أغسطس 2025 11:20 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

 د. آمال صالح تكتب: رحلتي مابين الحرف والنيل

النهار نيوز

"ومصر بتحبك"
هذه الجملة هي خلاصة رحلتي لمصر...
كانت مشاعري كلها مزيج من التطلعات الجميلة...لا أدري ان كانت هذه التطلعات هي أصلا واردة من سحر بلد طالما عشنا فيه بقلوبنا منذ الصغر...!!!

ولا أدري أيضا إن كان خيالي كشاعرة نما وترعرع بين نقطة تعجب لقصيدة نزار...وصورة لزاوية من رواية نجيب... أم هي بعض من نسيج لرقة صوت فاتن حمامة وماجدة...
رومانسية عبد الحليم...

من منا يقدر أن ينكر هذا الإرث الحضاري الثقافي المكتنز بالعاطفة... ورائحة المكان...

من منا لم يزر ولو مرة في خياله خان الخليلي...
ويصبو إلى جلسة من تلك الجلسات التي تعبق برائحة المكان وما مر به من شخصيات ملأت خيالنا بأروع الروايات...

منذ الصغر ومصر تعيش بداخلي... جزء مني

وهنا أريد أن أعترف لكم بأمر...
كل بلاد العرب وطني... لم يكن في فكري أية حدود...
وكنت دائما منذ الصغر اعشق حفظ اللهجات العربية... وأحبها حتى وإن استعصت علي...

كنت أتابع مسار الكثير من أهل الفن... كيف احتضنتهم مصر بكل حب... لم تبجل عليهم أبناءها... قدمت لهم أجمل ما يمكن أن تقدمه من خدمات راقية...

انطلقت شهرتهم من مصر...
حين شاهدت النيل مباشرة...تحاورت معه... كان يخبرني بأسرار عمقه...ثم الآفاق التي تحيط به تخبرني أيضا بما كنت أشعر به...

النيل هو العطاء اللامتناهي... هو الجمال الساحر... الأخاذ الذي يفقدنا لغة التعبير...

النيل هو الوجه الآخر لمصر...
من يشاهد النيل ولم يحاوره... لا يمكن أن يكون تعمق في سر الجمال والعطاء...

وهذا مفتاح زيارتي...

لكن المعذرة لابد أن أخبركم قبل هذا بتحضير زيارتي لمصر...
تقدير الحرف في مصر هو بشرى خير... تفاؤل وحياة...
خصوصا من الإعلام المصري... والصحافة بالأخص...
لم يسألوني ما هي جنسيتي... أو أين أقيم... بل كانوا يتتبعون الحرف الجميل لينشروه...

عاملوني كأنني منهم... أحسست بدفء شمس شرقية من
خلال سحب باريس الرمادية...

ثم كان كرم سفير مصر وقنصلها وكل العاملين بالقنصلية المصرية...في غاية من الرقي...
الضيافة والترحيب منذ ولوجي الباب الخارجي للقنصلية...
يا إلهي ما أجمل الرجوع إلى الجذور... ما أجمل الإرتواء
بإرث الحنين...

زادني هذا التقدير والترحيب رغبة وتشوقا لزيارة مصر.

والشعب المصري بجميع فئاته:
في الشارع...في الباص... في كل مكان تحس بطيبة وتلقائية
البسمة على الوجوه... تسعدك وتعطيك الأمان...

الحوار سهل وممتع... كنت أقول هذه أول زيارة لمصر وأنا أحب مصر...
فكانت الإجابة من القلب سريعة " ومصر بتحبك "
وأنا أحب " بحب " مصر
مصر الحب
مصر الطيبة
مصر العطاء
دمت ذخرا لكل العرب