أولمبياد ”طوكيو”.. 44 رياضيا جزائريا في 14 منافسة والآمال معلقة على ألعاب القوى


أعطيت اليوم الجمعة، رسميا إشارة انطلاق الألعاب الأولمبي بالعاصمة اليابانية طوكيو، وسط حضور مميز للرياضيين الجزائريين الذين كلهم أمل في تحقيق نتائج إيجابية في هذه الدورة، رغم نقص وتذبذب التحضير لدى بعض الرياضيين، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد والذي أربك حسابات الجميع.
وتسعى الجزائر لزيادة حصتها من الميداليات الأولمبية، في وقت تبقى الآمال معلقة على ألعاب القوى، وذلك بمناسبة مشاركتها في دورة “طوكيو”، حيث وخلال مشاركاتها السابقة، حصدت الجزائر 17 ميدالية، منها 5 ذهبيات فاز بها العداؤون في المسافات المتوسطة والطويلة توفيق مخلوفي وحسيبة بولمرقة ونور الدين مرسلي ونورية مراح بنيدة، بجانب الملاكم حسين سلطاني.
وتشارك الجزائر في أولمبياد طوكيو 2020 ببعثة تضم 44 لاعبا ولاعبة، يشاركون في 14 رياضة مختلفة، منهم 8 رياضيين في ألعاب القوى، ومثلهم في لعبتي المصارعة والملاكمة، و4 في المبارزة بالسيف، و3 في السباحة، و2 في التجديف والدراجات الهوائية والجودو والقوارب الشراعية، ولاعب واحد في منافسات: الكاياك، وتنس الطاولة ورفع الأثقال، والرماية والكاراتي.
الرياضة الجزائرية ستسعى رغم هذه الظروف والمستوى العالي للمنافسة، إلى تشريف الراية الوطنية و لما لا إحراز ميدالية (أو ميداليات)، خاصة في الملاكمة و ألعاب القوى و رفع الإثقال. وعن حظوظ المشاركة الجزائرية في هذا الموعد الاولمبي، امتنعت وزارة الشباب و الرياضة عن إصدار أي تكهنات بخصوص النتائج المتوقعة، مؤكدة أن هذا الأمر يبقى من صلاحيات الاتحاديات الرياضية، إلا أنها أبدت مع ذلك الآمال التي تعقدها على بعض الاختصاصات مثل الملاكمة و ألعاب القوى ورفع الأثقال التي تتوسم فيها القدرة على تحقيق بعض المفاجآت السارة.
الملاكمة، المصارعة المشتركة وألعاب القوى تحوز على حصة الأسد
وتحوز الملاكمة و المصارعة المشتركة وألعاب القوى على حصة الأسد من حيث عدد التمثيل الجزائري في اولمبياد طوكيو، من خلال تأهل ثمانية رياضيين في كل اختصاص وفق القائمة النهائية التي أعلنت عنها اللجنة الاولمبية و الرياضية الجزائرية، متبوعين في المركز الثاني باختصاصات كل من المسايفة بأربعة رياضيين و السباحة بثلاثة رياضيين و التجذيف و الدراجات والجودو والشراع برياضيين اثنين لكل اختصاص. ويتوزع باقي التمثيل الجزائري على الكاياك و رفع الأثقال و الكاراتي و تنس الطاولة والرماية، برياضي واحد في كل اختصاص.
الأمل معقودا على "القفاز" الجزائري لتحقيق ميداليات
وعلى غرار الدورات السابقة، سيكون الأمل معقودا على "القفاز" الجزائري لتحقيق ميداليات. ورغم أن حظوظ عبد الحفيظ بن شبلة، الذي يسجل رابع مشاركة اولمبية له، تبقى ضئيلة جدا، إلا أن المختصين يبنون آمالا اكبر على كل من يونس نموشي و ايمان خليف، بالإضافة الى محمد فليسي و شعيب بولودينات و محمد حومري الذين يسعون هم كذلك إلى تحقيق أحسن مشاركة ممكنة.ويعقد الملاكمون الجزائريون، الذين أعدوا العدة جيدا للموعد الاولمبي تحت إشراف المدربين احمد دين و مرشود بحوس، عزيمة كبيرة على تسجيل مشاركة جيدة من خلال تمكين "الفن النبيل" الجزائري من تجديد العهد مع منصة التتويج بعد 21 سنة من الغياب.
"أم الرياضات" تعقد كل آمالها على توفيق مخلوفي
بالمقابل، تعقد "أم الرياضات"، ألعاب القوى، كل آمالها على توفيق مخلوفي، البطل الاولمبي لمسافة 1500 متر في اولمبياد لندن-2012 و صاحب فضيتي 800 و 1500 متر في اولمبياد ريو دي جانيرو-2016.كما يبقى الأمل معقودا على ياسر محمد الطاهر تريكي من اجل صنع المفاجأة، خاصة بعد احتلاله للمركز الأول في المرحلة الرابعة من الرابطة الماسية التي نظمت بداية شهر يوليو الجاري بأوسلو (النرويج) بقفزة طولها 24ر17 متر في الوثب الثلاثي. من جهتهم، سيحرص كل من عبد المالك لهولو (400 متر حواجز) و ياسين حتحات (800 متر) و هشام بوشيشة (3000 متر موانع) على تحقيق مشاركة اولمبية مشرفة.
آمالا كبيرة على المصارعة الإغريقية الرومانية
وفي المصارعة المشتركة، ستكون الجزائر ممثلة بثمانية رياضيين (4 في المصارعة الإغريقية الرومانية و 4 في المصارعة الحرة)، وذلك لأول مرة في تاريخ المشاركات الجزائرية في هذا الاختصاص الرياضي الذي ما فتئ يحقق نتائج مشرفة منذ دورة ريو دي جانيرو 2016 أين كانت الجزائر ممثلة بثلاثة مصارعين.ويبني الفنيون آمالا كبيرة على المصارعة الاغريقية الرومانية، خاصة آدم بوجملين (97 كلغ) و بشير سيد عزارة (87 كلغ)، اللذان سبق لهما المشاركة في اولمبياد ريو، وعبد الكريم فرقات (60 كلغ) صاحب الميدالية البرونزية في كأس العالم-2021 ببلغراد و كذا عبد المالك مرابط (67 كلغ).
وليد بيداني و إيمان خليف من أجل المفاجأة
ويحق للرباع وليد بيداني، صاحب الميدالية البرونزية في مونديال تايلاند، الطموح في الصعود الى منصة التتويج في اولمبياد طوكيو، بعد الوجه الطيب الذي قدمه في البطولة الإفريقية الأخيرة بنيروبي، أين فاز بثلاث ميداليات ذهبية في فئة أكثر من 109 كلغ وتحطيمه للرقم القياسي القاري في حركة الخطف، برفعه لحمولة 201 كلغ. وقبل التنقل الى العاصمة اليابانية، كان بيداني قد اجرى معسكرا إعداديا دام 35 يوما بمدينة انطاليا (تركيا)، تحت قيادة المدرب الوطني عبد العزيز مزوار. من جهتها، يمكن للملاكمة ايمان خليف، صاحبة الميدالية الذهبية في الدورة الدولية "بوسفور" (تركيا)، السعي للحصول على ميدالية اولمبية بطوكيو بالنظر الى المستوى الجيد الذي ابانت عنه في عديد المناسبات. وفي اول مشاركة لها في الموعد الاولمبي، تطمح ابنة مدينة تيارت التي ستطفئ شمعتها ال22 في الايام المقبلة، في الصعود الى منصة التتويج رغم دراية صاحبة المركز الرابع في الترتيب العالمي ان المهمة لن تكون يسيرة. وفي بقية الاختصاصات، ستسعى العناصر الوطنية الأخرى المشاركة الى تحسين أرقامها الشخصية مع محاولة بلوغ ابعد الأدوار في هذا الاستحقاق الرياضي الهام. تجدر الاشارة في الاخير ان الملاكم محمد فليسي و السباحة امال مليح سيتشرفان برفع العلم الوطني للبعثة الرياضية الجزائرية في حفل الافتتاح، بعد ان تكفلت مصارعة الجيدو صونيا اصلاح بذلك في اولمبياد ريو-2016.
الواقع الميداني يؤكد الصعوبات التي تنتظر الرياضيين الجزائريين
وإذا كان الواقع الميداني يؤكد الصعوبات التي تنتظر الرياضيين الجزائريين لمزاحمة بقية رياضيي العالم على الميداليات، مع آمال قليلة على بعض الوجوه في مقدمتهم مخلوفي، إلا أن خير الدين برباري الذي يترأس الاتحادية الجزائرية للدراجات ويشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية قد ركز في تصريحاته على الاجتهاد في ضبط الأمور من الجانب اللوجيستيكي أو من خلال عدد الرياضيين المشاركين، مؤكدا أن “كل المعطيات تدل على أننا سنشرف الجزائر في الأولمبياد”، متمنيا أن تكون مفاجآت سارة للرياضة الجزائرية، وهذا رغم تأثر الرياضيين جراء وباء كوفيد-19، في انتظار الوقوف على ذلك ميدانيا خلال أيام المنافسة المقرر من 23 يوليو إلى غاية 8 أغسطس.
ويمثل الجزائر 44 رياضيا في 14 اختصاصا في الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020. ويقود الوفد الرياضي الجزائري البطل الاولمبي السابق في سباق 1500م بلندن وصاحب الميداليتين الفضيتين (800م و 1500م) بريو دي جانيرو. وتعد ألعاب القوى، الملاكمة والمصارعة ب8 رياضيين لكل اختصاص، الأكثر تمثيلا للجزائر في موعد طوكيو وبعدها المبارزة ب4 رياضيين، السباحة (3)، التجذيف (2) الدراجات (2) الجيدو (2) والشراع (2). وسيكون باقي الوفد ، ممثلا في الكانوي كياك (رياضي واحد)، رفع الأثقال (1)، كاراتي دو، تنس الطاولة (1) والرماية (1). للتذكير، شاركت الجزائر في اولمبياد ريو دي جانيرو - 2016 بوفد يضم 46 رياضيا، إضافة إلى منتخب اقل من 23 سنة ( 18 لاعبا).
وكانت الجزائر قد شاركت بِتعداد قوامه 64 رياضيا ينتمون إلى 13 منافسة، في آخر نسخة من الأولمبياد بِمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية صيف 2016. وحصدت فضّيتَين، بِواسطة العدّاء العالمي توفيق مخلوفي في سباقَي الـ 800م والـ 1500م.
ودشنت الجزائر أول مشاركة لها في الألعاب الأولمبية بعد عامين من الاستقلال، كان ذلك في دورة طوكيو 64، برياضي واحد هو محمد لزهاري الناشط في رياضة الجمباز، وفي الدورة الموالية بالمسكيك، شاركت الجزائر بـ 3 رياضيين، لكن بمشاركة شكلية، ودون تتويج، وهو السيناريو الذي طبع الدورات الموالية التي عرفت ارتفاعا في عدد الرياضيين المشاركين وغياب كلي للميداليات، حيث انتظرت الجزائريون إلى غاية دورة لوس أنجلس 1984 التي عرفت إحراز ميداليتين برونزيتين بفضل الملاكمين موسى مصطفى ومحمد زاوي، وسط مشاركة وفد يضم 32 رياضيا، لتدخل الجزائر في مرحلة فراغ إلى غاية دورة برشلونة 92 التي عرفت تألق العداءة حسيبة بولمرقة، بعدما أهدت الجزائر أول ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركاتها، عقب فوزها بسباق 1500 متر سيدات، فيما ضيع نور الدين مرسلي ذات المكسب في سباق النهائي بطريقة مفاجئة وصادمة، موازاة مع تألقه في التجمعات الدولية والبطولات العالمية، ولو أنه عرف كيف يرد الاعتبار لنفسه، بعدما فاز بالذهب في دورة اطلنطا 96، وهي ذات الدورة التي عرفت تتويج الملاكم الراحل حسين سلطاني بالذهب بعدما أحرز البرونزية في دورة 92، كما عرفت دورة اطلنطا أيضا إحراز البرونزية بفضل الملاكم محمد بحاري.
فضّيتَين في آخر دورة بِمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية
وكانت الجزائر قد شاركت بِتعداد قوامه 64 رياضيا ينتمون إلى 13 منافسة، في آخر نسخة من الأولمبياد بِمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية صيف 2016. وحصدت فضّيتَين، بِواسطة العدّاء العالمي توفيق مخلوفي في سباقَي الـ 800م والـ 1500م.