محمد الأمين عمورة.. جوهرة الكرة الجزائرية الذي يركض وراءه الجميع 

مرة أخرى يقدم وفاق سطيف لاعبا موهوبا، يبلغ من العمر 21 عاما، هو محمد الأمين عمّورة الذي ظهر من لمساته الفنية في مبارة المنتخب الجزائري المحلي، التي سحق فيها أشبال بوقرة منتخب ليبيريا بخماسية كان لعمورة نصيب الأسد فيها.. عندما سجل رباعية "سوبر هاتريك" من الخماسية التي فاز بها أشبال مجيد بوقرة، على منتخب ليبيريا 5-1 وديا، على الملعب الأولمبي الجديد بمدينة وهران، غربي الجزائر.

عمورة سجل الرباعية في الدقائق 39 و41 و47 و67 من المباراة وقدم مستويات لافتة خلال الـ73 دقيقة التي شارك فيها، جعلته محل إشادة واسعة من المدير الفني لمنتخب المحليين مجيد بوقرة، ومن المدير الفني للمنتخب الجزائري الأول جمال بلماضي، الذي حرص على تشجيعه وباقي زملائه الآخرين بعد المردود الكبير الذي قدموه أمام ليبيريا.

وصرح نجم اللقاء محمد الأمين عمورة عقب اللقاء قائلا: "أنا مسرور بالأداء الذي قدمته، وبالرباعية التي سجلتها في أول استدعاء لي مع المنتخب الوطني. وأشكر كثيرا المدرب مجيد بوقرة على الفرصة التي أتاحها لي بارتداء القميص الوطني"، مضيفا في الوقت نفسه: "أظن أنني لم أخيب ظنه. كما لا أنسى المساعدة التي أتلقاها من الطاقم الفني لفريقي وفاق سطيف، وفي مقدمتهم المدرب نبيل الكوكي، وكذا زملائي. وتفاهمي مع غشة كان منطقيا؛ ذلك أننا ننشط في نفس النادي؛ وفاق سطيف، ونلعب سويا في أغلب أوقات مبارياته".

ولا يُستبعد أن تتهافت الأندية الأوروبية على محمد الأمين عمورة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، ليس بِسبب عروضه الفنية الرّاقية مع محليي “الخضر” فقط، بل وأيضا في البطولة، حيث سجّل مهاجم وفاق سطيف 15 هدفا، متموقعا ثانيا في لائحة الهدّافين. كما يُرشّح عمورة لِحجز مكان له في ساحة “محاربي الصحراء” خلال انطلاق تصفيات المونديال أواخر أغسطس المقبل، خاصة وأن الناخب الوطني جمال بلماضي تابع مواجهة ليبيريا في المدرجات.

يطلق عليه لقب مرعب الحراس لما يتميز به إمكانيات ومهارات عالية كلاعب جوكر نجده في الهجوم وخط الوسط، قناص لديه القدرة على التسجيل، لقد سجل هذا الموسم أهدافاً حاسمة، وقاد فريقه وفاق سطيف الرائد الحالي للدوري الجزائري للفوز في العديد من المباريات بفضل أهدافه الحاسمة .

ويشبّه العديد من المتابعين المشوار الحالي والتصاعدي لنجم وفاق سطيف، بمسيرة نجم المنتخب الأول، يوسف بلايلي، الذي فجر إمكاناته بشكل ملفت للانتباه مع نادي اتحاد الجزائر في وقت سابق، إلى درجة أنه كان ظاهرة في الدوري الجزائري آنذاك من خلال الأهداف التي يسجلها أو يصنعها، وكان تفوقه واضحا على باقي لاعبي الدوري، كما يفعل عمورة حاليا، ما يرشحه للاحتراف خارج الجزائر.

عمورة تأّلق منذ بداية الموسم الجاري مع وفاق سطيف وقاده إلى احتلال صدارة الدوري الجزائري للمحترفين، حيث شارك في 26 مباراة في الدوري سجل خلالها 13 هدفا وصنع 5 أهداف أخرى، وفي المجموع سجل اللاعب الشاب 15 هدفا وصنع 5 أخرى في 35 مباراة في مختلف المسابقات.

وكان مدرب وفاق سطيف، التونسي نبيل الكوكي، اعتمد على عمورة بشكل تدريجي منذ بداية الموسم الجاري، حيث بدأ المشاركة كلاعب بديل خلال المباريات العشر الأولى من الدوري الجزائري للمحترفين، قبل أن يتحول بعدها إلى لاعب أساسي بامتياز، ما سمح له بالابتعاد عن الضغط السلبي لنجوميته المبكرة.

الفتى الذهبي الجديد لكرة القدم الجزائرية كان قبل موسمين فقط ينشط في دوري الدرجة الثالثة في الجزائر مع نادي شباب جيجل، لينضم صيف عام 2018 إلى رديف نادي وفاق سطيف الجزائري، ومع بداية الموسم الجاري بدأ في صنع نجوميته مع بطل دوري أبطال إفريقيا عامي 1987 و2014.

لكن في المستوى العالي، الموهبة وحدها لا تكفي، وأحيانا الاحتراف في سنّ مبكرة هو الحل لأجل خطف مكانة بين كبار القارة العجوز، لأجل ذلك نجد اللاعبين المتألقين في أوروبا من الجزائريين، هم من تكوّنوا في المدارس الفرنسية في صورة رياض محرز وإسماعيل بن ناصر، لأن الجانب التكتيكي مهم جدا، خاصة عندما يشرف على الفريق مدرب من طينة غوارديولا أو مورينيو، حيث يصبح أي خطأ تكتيكي غير مغفور، ويجعل اللاعب يقرّ على مقاعد الاحتياط أو الاستغناء عنه.