الديون تخنق ”النسر الأسود” والإدارة تتسول من الأنصار


أطلق مجلس إدارة نادي وفاق سطيف متصدر الترتيب للدوري الجزائري المحترف، حملة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، إلى أنصار ومحبّي النسر الأسود بشعار "ساهم في دعم ناديك"، وذلك لِلمساهمة في تدعيم خزينة النادي من الناحية المادية.
وقرر مجلس إدارة النسر الأسود اللجوء إلى "المناصر البسيط" لسد حاجياته المالية في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها النادي منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، خاصة بعد صدور التعويض المالي في حق لاعبها السابق "ماليك توري" مع غياب مساهمين فعليين لدعم النادي من الجانب المادي، رغم احتلال الفريق صدارة الترتيب العام ويقدم مردودا أكثر من رائد، إذ يعول النادي السطايفي على الدعم الجماهيري الكبير لعشاق النادي عبر كافة التراب الوطني لسد بعض من حاجياته المادية، وهو ما سيسمح له بتخطي الأزمة المالية الخانقة وتجسيد الهدف الرئيسي المسطر بتحقيق لقب البطولة الوطنية الذي يبدو في متناول تشكيلة نبيل الكوكي إذا سارت الأمور بطريقة أفضل بعيدا عن المشاكل المالية.
وأشارت إدارة النادي إلى تنظيم طريقة جمع التبرعات بطريقة قانونية ومنظمة لضمان سيرها في أحسن الظروف وكسب ثقة الأنصار الراغبين في دعم فريقهم المفضل، إذ ستقوم في الأيّام القليلة المقبلة بفتح حساب بريدي جاري، يمكن من خلاله لِكل مُناصر عاشق للفريق دعم "النّسر الأسود" ماليا وهي العملية التي سيشرف عليها محضر قضائي.
ويبدو أن سياسية الاعتماد على الجماهير لدعم النوادي تتجه للتوسع أكثر فأكثر، بعد أن كان شبيبة القبائل سباقا لفعل ذلك، حيث أطلق رئيس الفريق شريف ملال حملة تبرعات في أكثر من مناسبة وبطرق مختلفة من بينها مساهمات مباشرة وبطاقات الإشتراك للأنصار الأوفياء، وتذاكر مباريات رغم أن اللقاءات تلعب دون جمهور، حيث أن جائحة كورونا ألقت بضلالها على خزائن الفرق التي أرهقتها الديون مع غياب المستثمرين واعانات "السبونسور".
ويبدو أن مشكل الديون العالقة بات يشكل تهديدا حقيقيا ويطرح عديد نقاط الاستفهام، لعل أبرزها إصرار الأندية على القيام بتعاقدات خيالية مع علمها بعدم إمكانية تسديد مستحقات اللاعبين، بالإضافة على عدم شفافية الحصيلة المالية في ظل بعض المساهمات من قبل الولاة ومديرية الشباب والرياضة، وحقوق النقل التلفزيوني، كما أن مساهمات بعض رؤساء الأندية لا تبدو واضحة للمناصر البسيط رغم الوعود التي يطلقونها قبل الالتحاق بالنوادي ويتوعدون بمشاريع ضخم بالملايير، وفي الأخير يتم اللجوء إلى "المناصر البسيط" الذي بالكاد يملك قدر قوت يومه ليدفع ثمن الأجور الخيالية للاعبين يتقاضون مبالغ ضخمة أقلها 100 مليون سنتيم (9000 دولار)، وحتى أن بعضهم لم يجد أن ينفقها وكانت الملاهي الليلية وصالونات الشيشة ملجأهم في أغلب الأحيان.