الإعلامي التونسي توفيق العبيدي يكتب: بين الجامعة والهلال هل من وئام بعد الخصام ؟


الآن وقد صرّحت المحكمة الرياضية الدوليّة للتحكيم الرّياضي ( التاس ) بقراراتها في أغلب الطّعون التي تقدّم بها الهلال الرّياضي الشّابي ضدّ الجامعة التّونسيّة لكرة القدم لفائدته ، أما آن الأوان لتهدأ العاصفة وتخمد نار الفتن وتُطوى الصفحة السّوداء وترتاح النّفوس وتهنأ القلوب ، لتُفتح صفحة جديدة لا مكان فيها للأحقاد والضغائن والغلّ والكراهيّة بين الطّرفين المتنازعين .
فالأموال بالعملة الصّعبة التي أنفقها النّادي في سبيل هذه القضيّة والخطايا التي سُلّطت على الجامعة ، كان أولى وأحرى أن تستفيد منها البلاد والرياضة التّونسيّة في مجال البناء والإصلاح والتنمية والحال أنّ الوضع على جميع المستويات يشكو العديد من الأزمات الخانقة .
لقد تابع العالم بأسره الضجّة الكبيرة التي خلّفها قرار تجميد نشاط الهلال الرياضي الشّابي وتداعياته الخطيرة على السّاحة الرّياضيّة وعلى صورة كرة القدم التونسيّة في الدّاخل والخارج ، وهو ما لم نشهد له مثيلًا في تاريخ الرياضة التونسيّة .
لقد آن الأوان لتنتصر لغة العقل والحكمة والرصانة وينقشع الغمام وتتلاشى الصّراعات الداخليّة وتترمّم الخلافات بين الطرفين من خلال التوصّل إلى حلول توافقيّة تُرضي كليهما .
ولعلّ من بين المساعي والمبادرات المنشودة التي قد تساهم في مرحلة أولى في إذابة الجليد بين الجانبين ، عقد جولات تفاوضيّة حول هذه القضيّة تُفضي إلى تطبيق الفصل 15 الذي يدعو إلى انعقاد الجلسة العامّة الخارقة للعادة للحسم في مصير هذا الملفّ باتّجاه إلغاء ما تبقّى من العقاب المسلّط على الهلال الرياضي الشّابي وتمكينه من طوق النجاة بإبقائه ضمن النخبة الوطنيّة بفضل مساندة بقيّة النوادي وتضامنها معه , وبالتّالي تتمكّن كرة القدم التونسيّة من حفظ ماء وجهها واستعادة سمعتها وإشعاعها خارج الحدود .
والآن وقد استردّ الهلال الرياضي الشّابي بعض حقوقه في انتظار استكمالها واسترجع مكانه بصفة رسميّة ضمن الأندية المنضوية تحت لواء الجامعة التّونسيّة لكرة القدم ، فما على رئيس الجامعة وديع الجريء إلّا طيّ صفحة الماضي بشكل جدّي والتعامل مع النّادي كسائر الأندية في كنف الشفافيّة والديموقراطيّة ، باحترام حقوقه وتطلّعاته وطموحاته حتّى يحلّ الوئام من جديد وتعود المياه إلى مجاريها خدمة لمصلحة كرة القدم التونسيّة ، وكفى المؤمنين شرّ القتال .
لقد أكّدت مجريات هذه القضيّة ، أنّه من العبث بمكان اللّجوء إلى الإجراءات الإقصائيّة والزجريّة والتفكير في الحلول غير السلميّة ، ولهذا فإنّ المساعي الوديّة ، تعدّ فرصة ثمينة ومتاحة لإصلاح ما يمكن إصلاحه في هذه القضيّة وبقيّة الإخلالات الرّياضيّة المتتالية في هذا الموسم الاستثنائي التي بلغت مداها في الجولات الثلاث الأخيرة بعد التّلاعب بشكل مفضوح بنتائج مباريات البطولة الوطنيّة .
وقديمًا قيل من يضيّع الفرص يتجرّع النّغص …