السبت 23 أغسطس 2025 11:34 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. آمال صالح تكتب: صوته الحلم بشرى...

د. آمال صالح
د. آمال صالح

صوته الحلم هو من حدائق الذاكرة الجميلة...احتفظت به في إشراقة أمل مساحة الغد...أو أمنية الحاضر التي تنتظر...
لا أدري...!!!

بكل الهدوء وحب السلام الذي عانق أنفاسي منذ خطواتي الأولى في مسرح الحياة الواسع... طفلة لم تفقه من المفاهيم غير الحب...!!!

ما هو ذنبي...؟؟!!!! عشقت السلام وحملته في نظراتي إلى الوجود، تهت في عشق المرح الطفولي طول أيامي...

المرأة-الطفلة هكذا كان يناديني زملائي في العمل...
حين تحييهم ابتسامتي البريئة كل صباح، كنت أهدي ابتسامتي بكل الحب الذي جبلت عليه، لا أحد كان يعرف عن حجم المأساة التي كنت فيها.

صديقتي سولانج "Solange" التي حدثتكم عنها في مقالتي السابقة. قالت لي إن وجهي معبر ونبهتني إلى السلوك المعتمد في الشغل: أن لا أدع ملامحي البريئة تعطيهم نقاط ضعفي... قالت لي بالحرف الواحد:
العالم المهني هو عالم وحوش، كل ما عرفوا عنك شيئا عن حياتك الخاصة سيستغلونه لصالحهم ويطعنونك في الظهر...
قالت لي أيضا: لا تأمني للابتسامات العريضة فهي كاذبة ومزيفة.

في كل هذه الضوضاء كنت أشتم رائحة الرياء وكنت أحلم بصوتك يطبطب على ضياعي الوجودي...
تائهة أنا ببن أكوام من التفاهة أبحث عن رنة صوتك تحيي في قلبي نبضا أكاد لا أسمعه...
غادرني نبضي... وواصلت المسير بمشاعر مكتنزة بفراغ أجوف هو العمر الذي لم يسمعك...ولم يبصرك.

كنت أستند على عمود بارد في محطة الباص المقابلة لمكان عملي... وأبكي بحرقة...ألم يمزق كلي...
ثم أدخل إلى قسمي وأطلق الابتسامة المرحة التي تعودوا أن يروني عليها..
الجو المرح الذي أبثه بينهم يجعلهم يأتون كل صباح بنشاط برغم أن أكثرية النساء اللاتي كنت أدرس لهن اللغة الفرنسية لم يتأقلمن بعد مع المحيط الجديد... يلاقين عدة مشكلات وصعوبات. ودوري الإنساني يحتم علي مصاحبتهن وإعطائهن الأمل في غد مشرق...
كانت هؤلاء النساء من جنسيات مختلفة... يعشن الخوف لعدم التمكن من اللغة... من عدم تحقيق الحياة الكريمة في الغربة...
كنت أخاطبهن مازحة: انظرن مليا ما لون شعري؟
ما لون عيوني؟
هل أنا فرنسية ؟
فيجبن: لا...
فأرد بدوري: وبالرغم من ذلك فأنا هنا أدرس لكن اللغة الفرنسية
فتلمع عيونهن آمالا وبشرى.

أما أنا... فكانت آمالي تغوص في عمق حزن... ينتظر بشرى صوتك المجهول الهوية....!!!

يتبع